الدكتور والمفكر الراحل عبد الوهاب المسيري الذي كان يعتقد بحتمية زوال النظام العنصري في إسرائيل كما زال النظام العنصري في جنوب أفريقيا يقول: "إن كتاب برتوكولات حكماء صهيون كذبة".
بروتوكولات حكماء صهيون هي وثائق تتحدث عن خطة لغزو العالم يُشَاع كذباً بأن “اليهود” كتبوها وهي تتضمن 24 بروتوكولاً كتعاليم وتوصيات في خطة مسبقة لسيطرتهم على العالم ويُشَاع أيضا أنه تم تطويرها من مجلس حكماء اليهود بهدف تدمير المسيحية والهيمنة على العالم".
يحتوي هذا الكتاب على عدّة تقارير تكشف خطة سرية للسيطرة على العالم، تعتمد هذه الخطة على العنف والحِيَل والحروب والثورات وترتَكز على التحديث الصناعي والرأسمالية لتثبيت السلطة اليهودية، فكرة كراهية اليهود هي جوهر الصهيونية يحاول الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابته حول الصهيونية كسر سجن أوهام و أساطير البروتوكولات وما تبعها من هزيمة نفسية لحقت بنا، كما يكشف لنا عن حقيقة الصهيونية وعلاقتها باليهودية.
يبدأ الكتاب بالإجابة على سؤال هام "هل البروتوكولات حقيقة أم كذبة؟".
فيبين عدم صحتها و يدحضها و مصادرها بالأدلة و يبين تناقضها مع الواقع وبالتالي تتهاوى صحة النظرية القائلة بأن اليهود نسل الشر في العالم المتحكم بكل شيء والتي تتناقض مع الرؤية الإسلامية.
إقرأ أيضًا: معلومة خطيرة عن الشيخ البهائي!
أكد الدكتور عبد الوهاب المسيري أن بروتوكولات حكماء صهيون زائفة مضللة وأن الإصرار على نسبتها لليهود لا يخدم القضية العربية وقال إن قضية كراهية اليهود تخدم الصهيونية نفسها باعتبارها حركة عنصرية حاول الغرب بها تخليص أوروبا من اليهود عن طريق تهجيرهم إلى مكان بعيد.
وأوضح الدكتور المسيري صاحب موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" أن "فكرة كراهية اليهود هي جوهر الصهيونية التي تصور اليهود وكأنهم أناس يكرهون البشرية وممتلئون بالحقد ضد البشرية، وأنهم يتحكمون في إقتصاد العالم بإمتلاكهم لرأس المال" وأضاف أن "هدف الصهيونية من ترويج هذه الأفكار هو بث الرعب في قلوب العرب عن طريق تضخيم قوة اليهود“حتى يكسبوا الحرب النفسية قبل أن يدخلوا ميدان المعركة".
كما حذر المسيري من إستخدام البروتوكولات كأداة لإتهام اليهود "لأن الإتهام سيرتد إلى نحر العرب بأنهم عنصريون وعرقيون" وأضاف أن "العرب أسسوا كراهيتهم للدولة الصهيونية في ضوء البروتوكولات ومن الصعب تغيير خريطتهم الإدراكية وأسوأ ما يصيب الإنسان أن يتحطم نموذجه الإدراكي".
وتساءل قائلا "حينما تخبرنا البروتوكولات الملفقة أن اليهود هم سبب الشر والخراب في العالم فماذا يفيد ذلك في الحرب اليومية ضد الجيب الإستيطاني الصهيوني؟".
ويتساءل الدكتور ماذا نستفيد من قولنا: اليهود نسل الشر في العالم المتحكم بكل شيء؟! ويتابع الدكتور: "يلاحظ هنا أن هذه العبارات تضفي على اليهود صفات الإله المتحكم في كل شيء، القادر علي كل شيء، الذي يعز من يشاء و يذل من يشاء، فهل يعقل أن نصدق أن هناك من البشر العاديين من يتسمون بصفات الله عز وجلّ حتى لو إدّعى حكماء صهيون ذلك؟ "
ألا يتناقض هذا مع فكرة الإيمان بالله نفسها؟