يسعى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للحصول على غطاء سياسي إقليمي ودولي أكبر قبل عودته إلى لبنان وحسم مسألة استقالته التي كان أعلنها قبل نحو أسبوعين من الرياض.
وتندرج في هذا الإطار زيارته الثلاثاء إلى القاهرة التي احتضنت قبل أيام اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب انتهى ببيان قوي أدان إيران وتدخلاتها في دول المنطقة منها لبنان عبر ذراعها حزب الله الذي وصفه البيان بـ”الإرهابي”.
ويتلاقى بيان وزراء الخارجية العرب ومضمون استقالة الحريري التي نصت على أن سياسات طهران وتأثيرها السلبي في لبنان والمنطقة من الأسباب الرئيسية التي تقف خلف القرار.
ويقول متابعون إن الحريري يبدو مستعدا لتعديل موقفه من الاستقالة ولكن ضمن تسوية سياسية جديدة تفرض على حزب الله التقيّد الفعلي بمبدأ النأي بالنفس، وإبعاد تأثيرات طهران عن لبنان.
ويشير هؤلاء إلى أن رئيس الوزراء المستقيل يحتاج إلى دعم عربي ودولي كبير وإلا فإنه سيجد نفسه مضطرا للإبقاء على استقالته، وما سيعنيه ذلك من دخول لبنان في حالة فراغ دستوري لا أفق قريبا لإنهائه.
ويمكن لمصر التي نجحت في استرجاع دورها على الساحة العربية أن يكون لها مساهمة مهمة في حلحلة هذا الملف.
وقال حسن أبوطالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن مصر لديها موقف معلن في الشأن اللبناني، وظهر خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في شرم الشيخ، يقوم على ضرورة التهدئة بالتوازي مع البحث عن حلول لوقف التدخلات الإيرانية.
وأضاف لـ”العرب” أن تراجع الحريري عن الاستقالة لن يحدث إلا طبقا لشروط محددة تأتي من خلال حوار سياسي سريع يسفر عن تعديل سلوك حزب الله بشكل يغلق الباب أمام إيران.
وتعد زيارة الحريري الثانية هذا العام للقاهرة، حيث زارها في 22 مارس الماضي، عقب نجاح صفقة سياسية مكنت لبنان من الخروج بحل توافقي لأزمة سياسية كبيرة واختيار ميشال عون رئيسا للبلاد بعد فراغ ناهز العامين ونصف العام.