وتحت عنوان "استراتيجية ترامب الإيرانية تحتاج إلى تحسينات كثيرة"، رأى الكاتبان أنّ السياسة الأميركية تجاه إيران التي أُعلن عنها الشهر الفائت مهمة، لافتيْن إلى أنّ أذكى جوانبها يكمن في اعترافها بأنّ ردع طموحات إيران النووية لن ينهي وحده "سلوكها العدواني" في المنطقة.
وأكّد الكاتبان أنّ سوريا والعراق دولتان مناسبتان لتنفيذ استراتيجية واشنطن الإيرانية بفاعلية، على عكس اليمن والبحرين، حيث لا تتأذى طهران، ولبنان، إذ تؤدي مواجهتها هناك إلى التأثير على توازن البلاد الهش.
في هذا السياق، دعا الكاتبان واشنطن إلى استغلال انكشاف طهران في سوريا وزيادة دعم المعارضة السورية من أجل استنزاف دمشق وداعميها الإيرانيين على مر الوقت، مذكّريْن بدعم الولايات المتحدة المجاهدين ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات.
أمّا في العراق، فأوضح الكاتبان أنّ كثيرين لا يرغبون في العيش تحت المظلة الإيرانية، بينهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكّديْن أنّ مساعدتهم تُعدّ بمثابة استثمار ضخم بعد القضاء على "داعش"، ومنتقديْن بقاء واشنطن متفرّجة في كركوك.
إلى ذلك، رأى الكاتبان أنّ محاولة ترامب مواجهة إيران عبر الاتفاق النووي يُعد أسوأ الخيارات، نظراً إلى أنّ الموقعين عليه ملتزمون به باستثناء واشنطن، متخوّفيْن من أنّ أي محاولة لإعادة التفاوض عليه ستؤدي إلى انهياره. كما اعتبر الكاتبان أنّ المقاربة الأفضل تتمثّل باستخدام النفوذ الذي اكتسبته واشنطن من مواجهة توسع إيران الإقليمي للتفاوض على تمديد صلاحية الاتفاقية أكثر من 10-15 عاماً.
ختاماً، لفت الكاتبان إلى أنّ الإدارة الأميركية التزمت الصمت إزاء الطريقة التي تنوي عبرها تنفيذ استراتيجيتها لمواجهة إيران، كاشفيْن أنّ مسؤولين أميركيين اعترفوا في أحاديث خاصة بعدم قدرتهم ملء هذه الثغرات نظراً إلى أنّ الإدارة عاجزة عن الاتفاق على الطريقة التي يمكن من خلالها التعاطي مع المسائل الأساسية المرتبطة بإيران، محذّريْن من نتائج كارثية إذ تم ملء هذه الثغرات بإجابات خاطئة.
( WSJ)