التشخيص بالإصابة بالسرطان لا يعني اليوم في كثير من الحالات حكماً بالموت. وإلى جانب الخوف والقلق على الصحة والحياة يتبادر إلى ذهن بعض المرضى السؤال التالي: هل يمنع السرطان الإنجاب؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي، فما هي الإمكانيات المتاحة؟
وللإجابة على هذا السؤال، قالت البروفيسورة سارا بروكر، المدير الطبي لمعهد أبحاث صحة المرأة بمستشفى توبنجن الجامعي، إن الإصابة بالسرطان لا تمنع الإنجاب، مؤكدة أن إمكانية الحمل في وقت لاحق تؤثر بالإيجاب على فرص الشفاء من السرطان، لذا من المهم لدى التشخيص التحدث حول هذا الموضوع وإمكانياته. وفيما يلي نظرة على إمكانيات الإنجاب المتاحة أمام مرضى السرطان من الرجال والنساء على حد سواء.
*تجميد البويضات والحيوانات المنوية: في الماضي كان من الممكن فقط تجميد خلايا البويضات المخصبة، أما اليوم فأصبح من الممكن أيضاً تجميد خلايا البويضات غير المخصبة. ويتطلب هذا تحفيزا هرمونيا يستغرق 10 أو 12 يوماً. وبعد العلاج يتم استخراج البويضات وتجميدها، ثم حفظها.
ومن جانبه، قال البروفيسور ماتياس فرويند، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الألمانية لمرض السرطان الشباب، إنه لا يوجد حاجة للعلاج الهرموني لدى الرجال؛ حيث يتم استخراج الحيوانات المنوية وتجميدها وحفظها.
*تجميد أنسجة المبيض أو أنسجة الخصية: عن طريق جراحة طفيفة التوغل يتم أخذ أنسجة مبيضية وتجميدها وحفظها، لإعادة زرعها مرة أخرى بعد العلاج من السرطان. ومن خلال ذلك تستعيد المرأة دورتها الشهرية ويمكن أن يحدث الحمل.
وبالنسبة للرجال، أوضح فرويند أن أعداد الحيوانات المنوية قد لا تكون كافية بسبب المرض، وهنا يمكن أخذ أنسجة من الخصية وتجميدها، والتي ستحتوي على الحيوانات المنوية لاستخدامها في وقت لاحق في عملية التلقيح الصناعي.
*"تعطيل" المبايض: أوضح البروفيسور كريستيان تالر أن تعطيل المبايض هو علاج هرموني ينقل المبايض إلى نوع من السُبات، وتقوم فكرة هذا العلاج على حماية المبايض من الضرر أثناء العلاج الكيميائي.
*نقل المبايض: إذا كان الورم في منطقة الحوض ويحتاج إلى علاج إشعاعي، فمن الممكن نقل المبايض إلى مكان يكون أقل عُرضة للإشعاع. ومع ذلك، فإن العلاج الإشعاعي قد يُضعف وظيفتها.
(24 - د ب أ)