اعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نضال طعمة "أن تداعيات أستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ما زالت ترخي بظلالها على المشهد السياسي اللبناني"، وقال: "مع كثرة التنظيرات والتوقعات والتحليلات، لا بد من تسجيل بعض المسلمات التي تشكل في أبعادها السياسية، وفي قراءتها الموضوعية، منطلقات أساسية لاستشراف المرحلة المقبلة، التي لا بد ستنجلي معالمها في الأيام القليلة المقبلة".
اضاف في تصريح له: "المسلمة الأولى هي أن ثمة تغييرا فعليا حصل في المملكة العربية السعودية، وعلينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذا الواقع الجديد. فواضح أن المملكة تحاول أن تقيم توازنا استراتيجيا مع النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، وبغض النظر عن التكتيكات التي تستعملها، فهذا ليس من شأننا كلبنانيين، يبقى ما يعنينا بالمباشر الحفاظ على العلاقة الأخوية التي تربطنا بالمملكة، دون أن نعادي بالضرورة إيران. ونرى الخطاب السعودي يركز على استهداف السعودية من فريق لبناني فاعل ومشارك في الحياة السياسية، ودورنا كلبنانيين هو طمأنة إخواننا، والتبديد الفعلي لهذه الهواجس، وتكريس الدور الريادي الجامع للبنان، ولا يكون ذلك إلا من خلال تظهير دورنا كرسالة تلاق، ومساحة ليكتشف الآخرون فيها نقاط تقاطعهم، وفي ذلك حماية حقيقية للبلد". وتابع: "المسلمة الثانية هي أن عودة دولة الرئيس الحريري أمست حتمية، وهذه العودة لا يمكنها أن تكون بعيدة عن دوره الحاسم في بلورة الدور اللبناني الإيجابي في المنطقة، وحذار المبالغة في بعض التأويلات والتحليلات، فلعبة شد الحبال في استثمار الموقف السياسي فاقت كل التوقعات، وحيكت خيوطا كثيرة لمؤامرات وهمية، فكثرة السيناريوهات، وتناقضها يوحي بضبابية المشهد السياسي في البلد". اضاف: "يبقى أن نقول وبوضوح سواء عاد الحريري عن استقالته أو لم يعد، أو سواء قبل إعادة التكليف أم لم يقبل، لا بد من استثمار الإجماع الوطني على دوره، لبلورة مرحلة سياسية جديدة، أكثر وضوحا. نأمل في أن يكون الجميع قد اقتنع بضرورة ذلك، وبتقديم التنازلات الفعلية لتحقيقه".
وختم طعمة: "إن مشاركة دولة الرئيس الحريري باحتفال عيد الاستقلال، يؤكد مسلمة ثابتة، تعكس دوره الفاعل على الساحة الداخلية اللبنانية. وليكن الاستقلال مناسبة نؤكد فيها وثبة جديدة في تفعيل السلم الأهلي، واستكمال عمل المؤسسات، وضخ الأوكسجين في رئة البلد الاقتصادية، والشد على يد حماة الاستقلال، أي الجيش اللبناني، وتقديم كل دعم مادي ومعنوي له، مع سائر القوى الأمنية، فنكون بذلك قد كرسنا المعنى الحقيقي للاستقلال، في بلد يتوق من زمن إلى استرجاع هويته الحضارية التي طالما اعتز بها بين الأمم".