على عكس معظم السياسيين في لبنان قرر الرئيس سعد الحريري ابعاد عائلته عن الأضواء قدر المستطاع، فالظهور الاعلامي للعائلة الصغيرة قليل ونادر. 

14 شباط 2005، غير هذا التاريخ حياة الحريري الى الأبد، فمن شاب بعيد من السياسة الى زعيم بارز على الساحة اللبنانية.

المعلومات عن عائلة الحريري تختلف عن باقي العائلات السياسية اللبنانية، فزوجته لارا قليلة الظهور حتى بعد تولي زوجها رئاسة الحكومة قبل سنوات او بعد التسوية الرئاسية التي اوصلته الى سدة الرئاسة، فقررت البقاء في السعودية مع عائلتها للحفاظ عليها رغم الاستقرار الأمني والسياسي الذي شهده لبنان في الفترة الأخيرة، فالعائلة بالنسبة للمرأة "الحديدية" كما يصفها البعض كان الهاجس الأبرز لها.

لارا ابنة بشير العظم، أحد أهم المقاولين السوريين ورجال الأعمال الذين هجروا سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً واستقروا في السعودية. ولدت في المملكة ونشأت في بيئة متشرّبة حياة تجمع البيئتين السورية والسعودية العتيقة. من سنحت له فرصة لقاء لارا شكّل انطباعاً عنها بأنها صاحبة شخصية بسيطة، هادئة، متواضعة، قوية والأهم ربّة منزل تهمها العائلة وتنفّرها الاضواء.

"المنزل تعرض لزلزال كبير، وزوجتي استطاعت السيطرة على الأمر، فهي تتحمل الكثير من الأعباء نتيجة قراري " بهذه العبارة حيا الرئيس الحريري زوجته في مقابلة سابقة، فالظروف المحيطة به منذ دخوله المعترك السياسي لم يكن كما قبله.

اولاد سعد ولارا

لسعد ثلاثة اولاد حسام الدين (18 عاما)، لولوة (15 عاما) واصغرهم عبد العزيز (12 عاما) ، وقد انتشرت صور له مع والده بالزي السعودي اثناء تخرجه قبل اشهر من مدارس نجد في الرياض، ألقى حينها الرئيس الحريري كلمة جاء فيها: "لا أخفيكم شعوري بالفخر والاعتزاز وأنا أقف بينكم اليوم في حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب مدارس نجد،... الفخر الذي ينفخ صدري يا حسام أراه يملأ صدور كل آبائكم، ودموع الفرح التي أراها في عيني ام حسام اراها في عيون كل أمهاتكم، والاعجاب الذي تشعر به غنوة وعبد العزيز نفسه الذي يشعر به أشقاؤكم. فأينما ذهبتهم احملوا معكم هذا الاعتزاز وهذا الفرح وكونوا القدوة الدائمة في مجتمعاتكم".

وظهرت العائلة في اكثر من مناسبة، كاحتفال تقليد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لزوجها وسام جوقة الشرف برتبة كوماندور باسم الدولة الفرنسية في قصر الإليزيه، وفي لقاء مع البابا فرنسيس. وقد وظهرت زوجته في صورة أخرى من العام عينه على مأدبة غداء في تركيا، على هامش افتتاح أعمال الملتقى العربي - التركي الخامس، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها عمرو موسى والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين والأتراك.

ويكمل ابنه حسام تعليمه في الولايات المتحدة، كما تكمل لولوة وعبد العزيز تعليمهما في السعودية، وهما لم يرافقا والدهما الى العاصمة الفرنسية باريس صباح اليوم.