يصل الرئيس سعد الحريري صباحاً إلى باريس آتياً من الرياض التي غادرها بعيد الواحدة بعد منتصف الليل، تلبية لدعوة «ودّية» وجّهها إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستقبله ظهر اليوم في قصر الاليزيه «كرئيس وزراء بلد صديق لفرنسا»، كما أعلن خلال مؤتمر صحافي أمس في القمّة الأوروبية الاجتماعية التي انعقدت في مدينة غوتبورغ السويدية. وفي معرض التأكيد على الحفاوة التي يريد إحاطته بها قال ماكرون: «أستضيف رئيس الوزراء الحريري مع كل التشريفات التي تليق برئيس للوزراء»، موضحاً «نعم بالتأكيد الحريري مستقيل لكن استقالته لم تُقبل رسمياً في بلاده لأنه لم يعد إليها بعد، وبالتالي فإني في شتّى الأحوال سأستقبله كرئيس للوزراء».

وقبل مغادرته الرياض أكد الرئيس الحريري في ردّ على وزير خارجية ألمانيا سيغمار غبرييل ان «القول انني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد هو كذبة»، مضيفاً «انا في طريقي إلى المطار» .

ولاحقاً أدان الحريري تعرّض ممتلكات مواطنتين سعوديتين للاعتداء في منطقة المصيطبة في تغريدة ذكر فيها: «أقول بوضوح ان الاعتداء على أي مواطن سعودي أو على ممتلكاته هو اعتداء على سعد الحريري وعلى بيت الوسط، مع يقيني بأن المعتدين هم جماعة مشبوهة لا هدف لها إلا الفتنة».

وقبل ساعات من ذلك، غرّد الحريري عبر حسابه على «تويتر» أن إقامته في المملكة العربية السعودية هي «من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي». أضاف أن «كل ما يُشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات».

وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيُجري والرئيس الحريري «حواراً مباشراً وجهاً لوجه وسيلي ذلك غداء ودّي وعائلي لأن عائلته ستكون برفقته في الاليزيه»، خاتماً أن الحريري «سيعود خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة إلى لبنان، وأترك له هو الحديث الخاص بأجندته لكن لا شك عندي في أنه سيقوم بتلك الخطوة».

وحسب تعميم إعلامي من الرئاسة الفرنسية فإن الرئيس الحريري يصل إلى الاليزيه في الثانية عشرة من ظهر اليوم ثم يلتقي الرئيس الفرنسي في الثانية عشرة والثلث، على أن تصل عائلة الرئيس الحريري في الثانية عشرة والنصف ليعقب ذلك حفل غداء يقيمه ماكرون على شرف الحريري وعائلته.

الجبير

وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير كرّر أمس اتهام «حزب الله» بأنه «إرهابي يختطف الدولة اللبنانية ويرتهن النظام المصرفي لأنشطته في تبييض الأموال». أضاف بعد محادثات أجراها مع نظيره الإسباني أن الحزب «ينخرط في نشاطات إرهابية ويتدخّل في سوريا والبحرين واليمن»، مؤكداً أنه «إذا لم يتخلَّ حزب الله عن سلاحه ويتحوّل إلى حزب سياسي فإن لبنان سيظلّ رهينة بيده وبالتالي إيران، وهذا ليس مقبولاً بالنسبة إلينا ولا بالنسبة إلى اللبنانيين». أضاف أن المملكة «دعمت وتدعم رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري لكننا ضدّ استيلاء حزب الله على لبنان».

باسيل

في الغضون، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن استقالة الرئيس الحريري «تُعدّ جزءاً من محاولة لخلق فوضى في المنطقة». وقال في إطار جولته التي شملت دولاً أوروبية وعواصم أخرى وقادته أمس إلى موسكو حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف إن لبنان «يملك ما يكفي من قدرة على الردّ»، لكنه عبّر عن أمله في ألاّ يضطر إلى ذلك. وأمل في عودة الحريري إلى بيروت بعد زيارة فرنسا، مضيفاً أن الهدف الأساس الآن هو أن يتمكّن من العودة إلى لبنان من دون شروط أو قيود على حرّيته وأنه بمجرّد عودته يمكنه أن يقرّر إن كان سيتنحّى عن رئاسة الوزراء، معتبراً أن هدف زيارة الحريري لباريس «فقط تأمين عودته إلى بيروت».