لم تكن مقدمة الإعلامي مارسيل غانم لبرنامجه الحواري "كلام الناس" البارحة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مقدمة عادية, وانما كانت مقدمة نارية حرّكت الرأي العام وأشعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالمنشورات والتغريدات تضامنًا وتفاعلًا معه.
فبعدما استقبل غانم الإعلاميين السعوديين في حلقته السابقة من كلام الناس, اللذين تهجما على السلطات اللبنانية في الوقت الذي أفسح غانم المجال لرئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي للرد عليهما، شكك البعض بوطنية غانم، فتحرك القضاء لمساءلته، وعليه فقد طلبت المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون إفادة غانم وهويته فرفض الأخير قائلًا في بداية حلقته: "أنا لست مطلوبًا وتاريخي معروف، هويّتي معروفة عندما كنت محاميًا منتسبًا لنقابة المحامين، هويّتي من المفترض أن تعرفها حضرة المدعي العام بتاريخ 25 عامًا من النضال والدفاع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان"، واعترف غانم في بداية الحلقة أنه, "كان مطلوب إحضاري واخضاعي وتوقيعي لعدم التعرّض لرئيس الجمهورية وانا لم أفعل قط ولن أفعل".
إقرأ أيضًا: التغريدة الشهيرة ... هل أصابت أسهم السبهان نادر الحريري؟
وشن غانم في مقدمته هجومًا على القضاء ووزير العدل سليم جريصاتي، قائلًا: "هل تحرّك وزير العدل في ملف المنطقة الحرّة الذي كنت أنت بطله وكازينو لبنان والملف الأكبر: أحداث عرسال ... أين التحقيقات في الأبراء المستحيل؟"، ولفت إلى أن جريصاتي تغاضى عن ملاحقة المتهمين المعروفين بإغتيال الشهيد رفيق الحريري, كما تجاهل الشكاوى المقدمة ضد جريدة الأخبار التي نشرت مقابلة مع حبيب الشرتوني قاتل رئيس الجمهورية الشهيد بشير الجميل وغيرها الكثير من القضايا سائلًا اياه بطريقة غير مباشرة: "لماذا تجاهلت هذا الكم من القضايا المهمة"، كما قال: "البعض يحنّ الى الزمن السوري، تنامى اليّ أن ابنة مرجع كبير تتصل بزميلة في الأخبار وتسأل عن موعد إيقاف برنامج كلام الناس وهي بتهديدها أعادتنا الى الزمن السوري!".
وعليه، إن ما يجري اليوم بحق الإعلامي مارسيل غانم مرفوض وهو مس بالحريات الإعلامية وحرية الصحافة اللتان تشكلان ركنًا من أركان حرية التعبير وركنًا أساسيًا لإقامة الدولة الديموقراطية، وقد تكرست هذه الحرية في جميع المواثيق الدولية وإعلانات حقوق الانسان، وقد كرست هذه الحرية في مقدمة الدستور اللبناني تنص على أن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية تقوم على إحترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد...".
مارسيل غانم في الأمس، أحمد الأيوبي اليوم، ومن غدًا؟