ليس لبنان بالدولة النفطية أو الغنية بالثروات النوعية التي قد تميزه عن باقي دول المشرق ، وليس بالبلد الذي يملك مقومات سياحية أو طبيعية قد تجعله علامة فارقة في هذا المجال فغيره من دول الشرق تملك نفس هذه المقومات.
لكن ما يميز لبنان هو مساحة الحرية الموجودة فيه والنظام الديمقراطي الذي يحكمه والذي من المفترض أن يحمي ويصون جميع الحريات في لبنان وفي طليعتها حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والإعلام.
ما يجري اليوم في لبنان وبالتحديد منذ إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية هو عكس ذلك على الإطلاق تماما ، فالتضييق تارة على الناشطين عبر السوشيال ميديا والإستداعاءات بحقهم كثرت لمجرد الإنتقاد ورفض الوضع القائم وكأن هناك حملة تهويل وتخويف لتركيع المعترضين وسوقهم كعبيد يخدمون مشروع السلطة فقط.
ولم تقتصر حملة التهويل والإستدعاءات على الناشطين فقط بل طالت إعلاميين من الطراز الأول ويعتبرون جزءا من تاريخ هذا الوطن على مستوى التضحيات والإبداع ورفعوا إسم لبنان في المنتديات العالمية.
فما حصل مع الإعلامي مارسيل غانم مقدم برنامج " كلام الناس " غير طبيعي ومستغرب لكل من شاهد الحلقة التي تم إستدعاؤه بسببها.
إقرأ أيضا : مقدمة نارية من مارسيل غانم لمن يعنيهم الأمر
فهو مدير حوار بالدرجة الأولى ولا يمكنه الدفاع عن أي وجهة نظر أخرى وأيضا كانت الحلقة منقولة على الهواء مباشرة.
أضف أن ضيوفه لم يتعرضوا بالسباب أو الشتائم لرئيس الجمهورية بل إكتفوا بعبارات وتوصيفات ك " إرهابي " وهي مصطلحات سياسية على الرغم من رفضنا لها إلا أنها مقبولة ولم تجتز الخطوط الحمراء لحرية الرأي والتعبير، ما يؤكد أن الهدف من الحملة على مارسيل غانم هو إخضاعه لأجندات سياسية خاصة بفريق سياسي معين وعنوان هذا الفريق عدم التطرق لمواضيع المحاصصة والصفقات والفساد التي جرت وتجري خلال هذا العهد.
وضحية أخرى هو أمين عام التحالف المدني الإسلامي الدكتور أحمد الأيوبي الذي هو الآخر تم إحتجازه في المباحث الجنائية المركزية لإنتقاده الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل.
فهل فقد لبنان ميزته ؟ وهل باتت حرية الرأي والتعبير جريمة في بلاد الأرز ؟
الحقيقة الثابتة التي لا جدال فيها أن الحرية حق مقدس ولن يركع الإعلام الحر في لبنان لأي فريق سياسي أو أجندة سياسية.