انتزعت فرنسا والدول الأوروبية الرئيس سعد الحريري من قلب السعودية بالقوة والضغط، وابلغ الاتحاد الأوروبي، وبخاصة ماكرون ولي العهد السعودي، ان فرنسا والاتحاد الأوروبي سيجمدون كل علاقاتهم مع المملكة العربية السعودية، وان فرنسا ستتخذ موقفا عنيفا جدا، على المستوى الدولي والعالمي كله وعلى مستوى الدول العربية كلها، ان لم تقبل السعودية السماح للرئيس الحريري بالمجيء الى باريس مع عائلته. وان صفقات التسلح السعودية من فرنسا لم تعد تهم باريس، واذا ارادت السعودية الغاء صفقات التسلح بقيمة 40 مليار دولار، ففرنسا لا تسأل عن الموضوع. وان فرنسا لديها من القوة ما يجعلها تقلب الموازين على مستوى الخليج والعلاقات مع ايران والشرق الأوسط، وان الرئيس الفرنسي ماكرون على تواصل وتفاهم مع الرئيس الأميركي ترامب، إضافة الى تحالف كبير مع الحكومة البريطانية في لندن، إضافة الى 27 دولة أوروبية كلها ستدعم فرنسا في موقفها التاريخي ان لم تقم السعودية بالسماح للرئيس الحريري بالخروج من احتجازه والوصول الى باريس.
وقد استطاعت المخابرات الفرنسية الحصول على ورقة صغيرة مكتوبة من احد اهم المقربين للرئيس سعد الحريري، ومكتوب عليها انا محتجز. واستطاعت المخابرات الفرنسية نقلها من ضابط سعودي كبير الى المخابرات الفرنسية حيث تم اطلاع الرئيس الفرنسي ماكرون فأصيب بصدمة كبيرة، وقرر التدخل بقوة مهما كلف الامر.
وهدد بدعم الحوثيين ضد الجيش السعودي في اليمن، وهدد بقلب الطاولة على كل حركة السعودية في الخليج، وبدعم قطر الى اقصى حد، وبإرسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى الخليج، مع 8 مدمرات حربية فرنسية. كما ابلغ السعودية ان فرنسا، وهي التي وقفت ضد الصواريخ البالستية الإيرانية ستقوم بغض النظر عن صنع ايران صواريخ بالستية ولتتحمل السعودية المسؤولية، وان فرنسا لن ترضخ لا لواشنطن ولا لغيرها، ففرنسا دولة عظمى ولديها القدرة على تغيير موازين القوى في الخليج والشرق الأوسط والعالم العربي كله.
كما ن الرئيس الفرنسي ابلغ هذه الرسالة الى قادة الدول العربية كلها، مما اجبر السعودية وولي العهد محمد بن سلمان على الخضوع والسماح للحريري بالسفر الى باريس مع عائلته والإقامة فيها المدة التي يختارها. لكن ولي العهد السعودي تمنى على الرئيس الفرنسي ان لا يقوم الرئيس سعد الحريري بإطلاق تصريحات سياسية من باريس، فوافق معه الرئيس الفرنسي. لكن الرئيس ماكرون ابلغ ولي العهد السعودي انه سيعقد اجتماعات مكثفة مع الرئيس سعد الحريري في قصر الاليزيه الفرنسي قصر الرئاسة الفرنسية، ويفهم منه كل شيء، وان فرنسا ستبحث مع الرئيس الحريري العودة عن استقالته وإزالة الضغوط السعودية عنه، وان فرنسا ستعمل على إقامة تعاون بين رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، لتجنب استقالة الحكومة او إبقاء الحكومة على قاعدة تصريف الاعمال واجراء الانتخابات النيابية في وقتها، وان فرنسا أبلغت إنذارا الى إسرائيل بأن شن أي حرب على لبنان وعلى حزب الله سيؤدّي الى قطيعة فرنسية كبرى مع إسرائيل، وبالتالي مع الاتحاد الأوروبي كله المؤلف من 27 دولة.
وردت إسرائيل انها لا تعتزم شن حرب على لبنان ولا على المقاومة وحزب الله، وسيقضي الرئيس سعد الحريري بضعة أيام في باريس ويجري مفاوضات مع الرئيس الفرنسي ماكرون رأسا برأس وسيطلع الرئيس الحريري ماكرون عن السر الكبير والعميق لكن ماكرون لن يقوم بإطلاع احد عليه وسيحتفظ بالسر، إضافة الى قيام الرئيس الحريري بإجراء فحوصات طبية للدم وغيره، لان أطباء سعوديين قاموا بمعالجته ولا يمكن معرفة ماذا حقن الأطباء السعوديين في جسم الرئيس سعد الحريري من ادوية، بل يمكن للمستشفى العسكري الفرنسي كشف ذلك خلال 48 ساعة.

 جهود الرئيس عون اثمرت انفراجا داخليا 

على الصعيد الداخلي، اكمل رئيس الجمهورية اجتماعاته، وقال الانفراج بات قريبا من خلال الإعلان عن سفر الرئيس الحريري الى باريس وبعدها سيعود الى لبنان، وسنقوم باجراء المحادثات مع الحريري ونفهم الظروف ونسعى الى إعادة احياء الحكومة والحوار ومعالجة الوضع برمته.
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، ارتفعت شعبية الرئيس الحريري سنيا بشكل لا مثيل له، واصبح يسيطر بنسبة كبيرة على الشارع السني، بدعم سعودي ونتيجة موقفه خلال احتجازه في السعودية، سواء كان محتجزا او مرغما على قول ما صرح به في بيان الاستقالة.
وفي المقابل تعتبر جهات سياسية ان الرئيس سعد الحريري انتهى سياسيا، ولم يعد يصلح لأن يكون رئيس حكومة لبنان، بخاصة بعد احتجازه في السعودية والحادث الذي مر به، وانتزاع فرنسا له من السعودية، إضافة الى وضع السعودية شروط على الرئيس الحريري بعدم اشتراك وزراء من حزب الله في حكومته، إضافة الى قرار لبناني بالإعلان عن النأي في النفس وطلب حكومي رسمي لبناني من حزب الله بالانسحاب من اليمن والعراق والبحرين، مع عدم التحدث عن قتال حزب الله في سوريا.

 دول عربية ستتصدى للسعودية في اجتماع الجامعة العربية 

ويوم الاحد القادم ستشنّ السعودية عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب اكبر هجوم على حزب الله لتتهمه بالقيام بجرائم وتفجيرات في الكويت وفي البحرين وفي السعودية واليمن والعراق وغير ذلك، إضافة الى قتال حزب الله في سوريا. لكن العراق سيتصدى للهجمة السعودية، كذلك تم إعطاء أوامر الى الوزير جبران باسيل بالوقوف في وجه السعودية، وهو لم يكن يريد تحدي السعودية بشكل كبير. لكن أوامر صدرت اليه باتخاذ مواقف عنيفة في القاهرة اثناء اجتماعات الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
كذلك فان مصر ستقوم بدور معتدل وتخفف من لهجة السعودية. كما ان قطر ستقف في وجه السعودية، لكن السعودية مصممة على هجوم عنيف من الجامعة العربية ضد حزب الله بالتحديد وضد ايران أيضا، وضد ضرب صاروخ بالستي على الرياض تتهم فيه السعودية ايران بإطلاقه مع حزب الله. 
وذكرت معلومات صادرة عن المخابرات السعوديةو أن الوزير عادل جبير وزير خارجية السعودية سيعرض فيلم فيديو يظهر الإيرانيين وحزب الله وهم يحضّرون لاطلاق الصاروخ البالستي من اليمن باتجاه عاصمة السعودية - الرياض، لكن هذا الامر لم يتأكد، رغم ان السعودية تقوم بفبركة فيديو عن الصاروخ البالستي الذي اطلقه الحوثيون على العاصمة السعودية - الرياض.

 300 مليون دولار للوقوف في وجه حزب الله 

على الصعيد الداخلي، وزعت السعودية حوالى 300 مليون دولار على الطائفة السنيّة وعلى زعماء فيها وعلى عشائر سنّية وعلى فاعليات غير سنية متحالفة مع السعودية وتيار المستقبل، وذلك من اجل الوقوف في وجه حزب الله، بخاصة ضج الرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية، وان وزير خارجية السعودي الجبير شن هجوما عنيفا على رئيس جمهورية لبنان الرئيس عون، متهما إياه انه يتكلم باسم حزب الله. فيما كان رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال عون يوجه كلاما عنيفا للسعودية بأن لبنان لن يقبل مس سيادته، ولن يقبل مس وحدته، وانه عاجلا ام آجلا سيستطيع إعادة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، وان السعودية تخالف قرارات فيينا الدولية، وان رئيس الجمهورية اللبنانية، لو لم يتم السماح للرئيس الحريري بالسفر الى فرنسا مع عائلته كان سيدعو مجلس الامن لاتخاذ قرار بشأن ادانة السعودية، عبر احتجاز الحريري والطلب الى الدول الكبرى فك الاحتجاز عن الحريري، واعادته الى لبنان، واتخاذ إجراءات صارمة في حق السعودية.
اما بالنسبة الى حزب الله فهو مرتاح الى الامر، ويعتبر ان السعودية انهزمت عبر الرعونة في اتخاذ المواقف، بخاصة موقف محمد بن سلمان الصهيوني وعميل الموساد. وهو الذي سيصبح ملك المملكة العربية السعودية ومؤتمناً على المقدسات الإسلامية. وفي هذا الوقت هو عميل للموساد الإسرائيلي، وصهيوني من الطراز الأول. 
وبالنسبة الى حزب الله، فإنه أعدّ العدّة لحرب ضارية مع إسرائيل، كانت ستكلف الكيان الصهيوني ضعضعة وجوده، وهزّه من جذوره. وكانت الصواريخ التابعة لحزب الله والمقاومة ستنطلق من جبهة لبنان ومن جبهة سوريا وصولا الى بادية سوريا حيث ستضع الطائرات الإسرائيلية في مرمى الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله التي تصل الى 1000 كلم وتطلقها المقاومة وحزب الله على الكيان الصهيوني، وبخاصة على تل ابيب، أي بمعدل 100 صاروخ على تل ابيب ومطار بن غوريون ومرفأ حيفا، إضافة الى ضرب عشرات آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية والتي تحمل في رؤوسها 500 كلغ من المتفجرات الشديدة الانفجار والمحرقة. 

 حكومة تصريف اعمال 

اما على الصعيد الداخلي في لبنان، فالازمة الى انحسار وعودة الرئيس سعد الحريري ستكون قريبة، واذا استقال الرئيس الحريري ستقوم الحكومة بتصريف الاعمال حتى اجراء الانتخابات النيابية. وبعد اجراء الانتخابات سيتم تشكيل حكومة قوية وحكومة وحدة وطنية ويشترك حزب الله فيها، دون السؤال عن رأي السعودية، ودون الاخذ في عين الاعتبار موقف محمد بن سلمان الصهيوني ولا كل آراء المسؤولين السعوديين.