أشار عضو تكتل "التغيير والإصلاح" الوزير السابق فادي عبود الى أن كل الحملات التي توجّه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نتيجة موقفه من الأزمة الناجمة منذ إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، تعود بالدرجة الأولى الى أن الشعب اللبناني ومنذ ما بعد الحرب الأهلية لم يعتد على رئيس للبلاد قراره بيده ويتكلّم بما هو مقتنع به.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، نوّه بالكلام الذي سمعناه بالأمس من عون، قائلاً: إنه من واجب كل رئيس للجمهورية ان يدلي بما أدلى به عون الذي نطق بكلام واقعي وأوضح ما أبلغه للقائم بالأعمال السعودي في بيروت وما طلبه من كل الأصدقاء العرب وغير العرب، ولم يأته الجواب الشافي.
ورأى عبود أن اي رئيس لا يتكلّم بما تكلّم به عون يكون منقوص الصلاحيات ومعتاد على عدم مخاطبة الناس بالوقائع والحقائق، منتقداً تحويل الكلام الواقعي لعون الى هجوم على السعودية، مشيرا الى انناتعرّضنا لكلام أقسى بكثير من الذي أدلى به عون، وطلب منّا أمور لسنا قادرين على فعلها ولا مقتنعين بها.
وشدّد عبود على أن كلام عون دقيق وموزون ويجب أن يقوله أي مسؤول، وبالتالي قبل وصفه بـ "التهجّم على السعودية"، نريد أن نسمع من الفريق الآخر حقيقة الموقف، وأضاف: وكأن هناك مَن ينتظر عون من أجل اتهامه أياً يكن السبب، سائلا هل كلام الرئيس عون سينعكس سلباً على اللبنانيين المقيمين في الخليج؟ أجاب: هذا كلام لا أستطيع أن أقبله، وهو يندرج في إطار الأسلوب العربي المقيت ولا علاقة له بالواقع.
وأضاف انه لا يزال هناك عقّال في المملكة وفي العالم العربي، وردّات الفعل السلبية لا تنفع، مع العلم أن سياسة الخليج أكانت بالنسبة الى سوريا والعراق واليمن، من خلال ردّات الفعل السريعة وإعلان المقاطعات وآخرها مقاطعة قطر، لم تؤدِّ النتيجة التي يبغيها مَن قام بها، وتابع ان لا أتوقع ردّات فعل قاسية تفرض التجويع على اللبنانيين كما حصل في اليمن.
وفي هذا الإطار، لفت عبود الى أن مصر تلعب دوراً ايجابياً جداً في معالجة هذه الأزمة، كما توجد في المملكة أصوات حكيمة تسعى الى تجنّب ردّات فعل تخلق عداوات الى أجيال وأجيال، ورأى أننا لن نصل الى مقاطعة شاملة للبنان، آسفاً الى أن مَن ينادي بالمقاطعة الشاملة هم سياسيون لبنانيون أكثر مما هم سياسيين سعوديين.