تُعرف المخدرات على أنها مادة ذات مفعول قوي على جهاز الإنسان العصبي، وتنتشر بشكل قوي نتيجة تطور الصناعات الكيميائية، وتؤدي بالشخص المدمن عليها إلى تدمير حياته النفسيّة، والجسديّة، والصحيّة، والإجتماعية....
وتُقسم المخدرات إلى صنفين:
- الأول: مخدرات طبيعية وكيماوية ممنوعة، تسبب إختلال في الوعي وتسمماً في الجهاز العصبي .
- الثاني: مخدرات طبية مسموحة عند الضرورة، لا تؤثر على عقل الإنسان و صحته، وتستعمل لتنويم المريض وتخديره، و لإزالة الألم أو منع حدوثه .
أسباب تعاطي المخدرات
يُعد عامل الفقر والبطالة في لبنان أحد الأسباب الرئيسية لميل الفرد إلى إدمان المخدرات، عدا عن غياب الدور الرقابي للدولة التي يسودها الفساد والإهمال الأمني، بالإضافة إلى غياب دور التوعية لمخاطر إدمان المخدرات، ومن بعض الأسباب المعروفة لتعاطي المخدرات:
- الفراغ في الحياة الإجتماعية والإقتصادية الناتج عن البطالة.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية والهروب من الواقع.
- عدم القدرة على التحمل والتصدي للمؤثرات الخارجية.
- كثرة الهموم والمشاكل.
- سوء التربية.
- الإنحراف عن التعاليم الدينية.
- عدم مراقبة القاصرين في الشوارع والمؤسسات التعليمية وبعض أماكن التسلية...
- كثرة المروجين للمخدرات، ووفرتها في السوق بأثمان مناسبة.
- وجود شبكات دولية متخصصة في تهريب المخدرات.
إقرأ أيضًا: الصليب موجود كما ساعة الحريري
المخدرات في لبنان تتجاوز الخطوط الحمراء
إنطلاقاً مما تقدم، تجاوز الإدمان على المخدرات في لبنان الخطوط الحمراء، إذ نقلت صحيفة "الجمهورية" في أواخر العام الفائت 2016، "أنه بحسب إحصاءات مكتب مكافحة المخدّرات، بلغت محصّلة أبرز المضبوطات من المخدّرات ومؤثّرات العقل لعام 2016، الحوالي 12 مليون و758882 حبة كبتاغون، و7 آلاف و637 كلغ حشيشة، 184 كلغ كوكايين، 51 كلغ ماريجوانا.... وتوزّعت بين إتجار، ترويج، تهريب، تعاطي، تصنيع، نقل..."
وأشارت الصحيفة في ذلك الوقت "أن ما يُضاعف خطورة تلك الممنوعات ومغبّة تفَشّيها، أنّ أكثر من 90 في المئة منها ضُبط داخل الأراضي اللبنانية، بعد توقيف شبكات منظمة وأفراد، من بينهم مهرّبين نقلوا أنشطتَهم من سوريا إلى لبنان نتيجة الأوضاع الأمنية".
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "الإتحاد" يوم أمس الأربعاء تحقيقاً مفصلاً عن إنتشار المخدرات في الضاحية الجنوبية، جاء ذلك تحت عنوان "سوس المخدرات ينخر كيان الضاحية الجنوبيّة: 82 ألف متعاط.. 57 بالمئة منهم دون الثلاثين عاماً".
ولفت التحقيق إلى معاناة خطيرة تُعاني منها الضاحية، وتشكل نسبة 11 في المئة أي "أن 82 ألف متعاطٍ للمخدرات من سـكان الضاحية، البالغ عددهـم بحسب التقديرات التقريبية نحو 750 ألف نسمة، ويقسم المتعاطين حسب التحقيق وفقاً لأعمارهم كالتالي:
- 25% دون سن العشرين.
- 32% بين 20 إلى 30 سنة.
- 16% بين 31 إلى 40 سنة.
- 14% بين 41 إلى 50 سنة.
- 10% بين 51 إلى 60 سنة.
- 3% هم فوق سن ال 60 سنة.
أما المتعاطون في الضاحية فيوزعون كالتالي:
- 39% يتعاطون الحشيشة.
- 30% يتعاطون الهيرويين.
- 13% يتعاطون الكوكايين.
- 18% يتعاطون موادّ أخرى.
وشهدت هذه المرحلة ارتفاعاً مطرداً في أعداد المتعاطين، وكذلك المروّجون، إذ أشار التحقيق إلى"دخول العديد من أصحاب المهن المختلفة كالحلاقين وسائقي التاكسي، والنازحين السوريين إلى نادي المروجين، وذلك بسبب سهولة العرض والطلب، إذ تتم عملية تسليم المخدرات عبر الهاتف الخلوي".
وعلى الرغم من أن التوقيفات لمروجي المخدرات لم تُنهِ هذه الظاهرة، لفت التحقيق نقلاً عن مسؤول شعبة العلاقات العامّة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلّم، إلى "أن عامي 2016 و2017 شهدا ارتفاعاً في نسبة الموقوفين من مختلف الفئات العاملة في هذا المجال، إذ تم توقيف، 171 تاجراً، 718 مروجاً، و3669 متعاطياً للمخدرات على صعيد لبنان، منهم 51 تاجراً و 326 مروجاً، و 1656 متعاطياً في بيروت وجبل لبنان، نسبة كبيرة منهم مـن الضاحية الجنوبية.
واللافت، وجود نسبة كبيرة من السوريين أوقفوا بتهمة الترويج والتعاطي، وبلغ عددهم نحو 700 سوري في لبنان، إضافةً إلى موقوفين مصريين ومن جنسيات أخرى".
وحول المضبوطات، يقول مسلّم "أنه تمت مصادرة عشرات الأطنان من الحشيشة، إضافةً إلى نحو 127 مليون حبة "كبتاغون"، موضحاً "أن هذه الكمية سببها اندلاع الحرب السورية التي أدت إلى تحوّل لبنان إلى معبر لحبوب "الكبتاغون" لإعادة تصديرها أو استهلاكها محلياً، كذلك فقد تم تفكيك عدد من المصانع في الضاحية، وتجّار المخدرات يتمركزون فـي مناطق البقاع الشمالي والهرمل بشكل رئيسي".
إقرأ أيضًا: عندما يصبح الفيسبوك والتويتر عيادة لتحليل لغة جسد الحريري
الأماكن الأكثر إستقطاباً للمخدرات في الضاحية
لفت التحقيق إلى أنه لم يبق مكان في الضاحية إلا ودخلت إليه المخدرات وأبرزها:
- برج البراجنة (عين السكة وعين الدلبة).
- حي السلم (صحرا الشويفات).
- الكفاءات.
- بئر العبد.
- حارة حريك، ويضاف إليها المخيمات المجاورة.
- أما حي الجورة الشهير فزال عـن خريطة الإتجار بعد الضربات التي تلقاها المروجون فيه على أيدي القوى الأمنية.
أنواع المخدرات الموجودة في الضاحية
يُؤكد التحقيق إلى أنه يوجد في الضاحية أنواع مختلفة من المخدرات تتنوع بين:
أ- بودرة: وهي الهيرويين والكوكايين، وهما أخطر نوعين والأكثر إنتشاراً.
ب- دخان: حشيشة الكيف، ماريوانا، سيلفيا.
ج- حرق Freebase: ويعرف في وسط المتعاطين بــBUZZ.
د- مخدر كيميائي يعرف ب: LSD ويتم وضعه على اللسان بشكل شريحة.
ه- الأدوية: وهي منقسمة بين حبوب وسائلة:
1- الحبوب تشمل:
* كبتاغون الشهيرة.
* ريفوتريل، وهي حبوب عبارة عن دواء لعلاج الصرع ووجع الرأس ويريح الأعصاب، تعرف هذه الحبة بإسم حبة الصليب.
* البنزكزول، وهي حبوب لعلاج انفصام الشخصية.
* ترامادول أو (حبة الفراولة)، وقد سميت كذلك نسبة إلى لونها الوردي.
2- الأدوية السائلة: وهي سـيمو وكاماكيمو.
إقرأ التحقيق كاملا من المصدر الأصلي