لا تكاد تمُرّ مناسبة إلاّ ويتبجّح الصهاينة بدولتهم "الديمقراطية" على أرض فلسطين، فلسطين باتت على يد الصهاينة "إسرائيل": واحة المدنية والحداثة وحقوق الإنسان وسط غابة "الديكتاتوريات" العربية منها والفارسية والتركية، دولة إسرائيل، دولة التسامح والغفران ومهابة الديانة التوحيدية الموسويّة وسط دُول الإستبداد الشرقي وافتراق الملل والنحل إلى ما لا يُحصى ويُعدّ، دولة إسرائيل التي تقف في وجه العالم مُتحدّيةً القاصي والداني في بناء المستوطنات لليهود المجمّعين من أشتات الدنيا وأصقاع الأرض، لا تحتمل وجود عددٍ من البدو لا يتجاوز عددهم ثلاثمائة فرد في منطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية المحتلة، يعيشون مع مواشيهم في خيمٍ لا تتوفر فيها الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، مع وجود عدد ضئيل من ينابيع المياه، ومع ذلك قامت الدولة "الديمقراطية" بإغلاق أكبر نبع للمياه في المنطقة بالباطون المسلّح، وهي اليوم تُنذر سكان المخيم بإخلائه طوعاً قبل إجلائهم كرهاً، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها هدم الخيم، فقد سبق للسلطات الإسرائيلية أن قامت بإزالتها ثلات مرات سابقة، ومع ذلك كان سكان الخيم البدو (العرب) يعيدون بناءها وسُكناها.
يقول محمود الكعاينة (وهو أب لثلاثة عشر ولداً): "ننتظر تنفيذ حكم الإعدام بين ساعةٍ وأخرى، وسنتشرّد مع أطفالنا ومواشينا، المستوطنون اليهود تتوفر لهم أسباب الراحة والعيش الكريم، حتى الأغنام متوفرة لهم".
يا سيد محمود ... لا تحزن ،بالأمس تمّ هدم خيم بعض "المعتدين" في حيّ السّلّم، فما بالك تطلبُ الحقّ في دار الباطل، ولعلمك: ليس بين الحقّ والباطل قرابة.