قد يلبي رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري دعوة الرئيس الفرنسي في اليومين القادمين كما أفاد وزير خارجية فرنسا الموجود في الرياض.
صحيح أن الخروج من السعودية سيشكل نهاية "سعيدة" لمسرحية الإحتجاز والإعتقال التي يتبناها محور الممانعة والتي شغلت الإعلام اللبناني منذ حوالي الأسبوعين، وبناء على هذه المسرحية سيعلن هذا المحور كما العادة إنتصار إلهي جديد يضاف إلى إنتصاراته.
فقد عودنا هذا المحور منذ أمد بعيد ومن خلال إمبراطوريته الإعلامية "الإعلام الحربي" المؤلفة من عشرات وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والمجهز بجيش من الإعلاميين والصحفيين والمحللين الإستراتيجيين وغير الإستراتيجيين بأن يختلق لنا معارك ومواجهات ونزالات لا تمت إلى الواقع بصلة، ومن ثم يخبرنا عن إنتصار تلو الإنتصار لا نشعر به إلا من خلال إعلامه فقط، ولا تؤثر على حياتنا اليومية قيد أنملة إلا بالمزيد من الهروب من أزماتنا اليومية.
إقرأ أيضًا: حزب الله بين الخيار الحسني أو الكربلائي
سيصل سعد الحريري إلى فرنسا، بلاد الكيرواسون والشانزلزيه حيث لا وجود هناك لا للكبسة ولا لبول البعير، وسيعقد مؤتمر صحفي يؤكد فيه على الإستقالة وعلى ما جاء في بيانها، ولا أستبعد أن يقرأ نفس البيان الذي قرأه في بلاد الصحراء إن لم يكن أعلى سقفا وأشد لغة وأكثر وضوحًا.
سأحدثكم ماذا سيحصل بعد فرنسا، ستتحول الراجمات الإعلامية في الإعلام الحربي سريعًا بالإتجاه المعاكس، تماما كتحول بندقية المقاومة من مارون الراس وعيتا إلى الزبداني ودير الزور، فيرجع سعد الحريري إلى ما كان عليه، عبد مأمور لعبد مأمور، وعميل سعودي، وعدو لدود للمقاومة وسلاحها، وإن كنت أنسى فلا أنسى عودة كتاب الإبراء المستحيل ليمسح عنه غبار التسوية، مع بعض التذكير لمرحلة الحريرية السياسية ولا بأس هنا من نبش قبر رفيق الحريري إذا ما كان هناك ضرورة.
هذه بعد فرنسا، أما ما بعد بعد فرنسا، فإن اللبنانيين سيكتشفون سريعًا بأنهم أضاعوا أسابيع من عمر هذا الوطن وأنهم على عتبة الدخول بأزمة سوداء لا يعرف إلا الله (وحزبه) كيف ومتى سيخرجون منها، عنوانها الأساسي هو إنتهاء مفاعيل ما كان يسمى زورًا بالتسوية، وأنهم أمام مخاطر كبرى لا تنفع معها كل إبداعات إعلام محور الممانعة وخزعبلاته في سبيل الهروب إلى قعر الهاوية.