"هيا بنا نكذب"، اذا انكشفت كذبتنا، لنذهب لكذبة أكبر ... تلك هي ممارسات الممانعة، من حزب الله الى تيار عون، أو غيرهما من وسائل اعلام، نُفتضح ونظهر عراة منافقون أفاكون، لا مشكلة، لنكذب مجددا، لكن بشكل أكثر وقاحة ودون أي حياء، هذه مسخرة فعلا مسخرة من الواجب أن تثير ضحكا حتى القهقهة، لكنها في لبنان تتحول الى تراجيديا مأساوية لأنها تتحول الى موجة عارمة من الكذب العام، أي تنتشر على الغوغاء الذين يتبنون الأكاذيب، هم يعرفون أنها أكاذيب، لكنهم يحترفون اعلان تصديقها وتبنيها، المسخرة أي "هيا بنا نكذب" كفعل افرادي يتحول الى تراجيديا جماعية بنفس العنوان؛ "هيا بنا نكذب"، وسائل اعلامية من كل صوب أفسدها المال الايراني، كتبة مرتزقة، صحافيون ينتظرون مغلفاتهم المالية شهريا، طوابير من الناس دون سبب تمارس الكذب عن عمد وسابق تصور وتصميم، يعرفون أنهم يكذبون، ويعرفون أننا نعرف بأنهم يكذبون، لا يهمهم أن يُفتضحوا في عين الشمس، انهم يمارسون الكذب عمدا، لا عار يصيبهم ان حدث ذلك، الكذب سلاح يبرره ويصنعه الولاء.
لا حل لافتضاح الكذب الا المزيد من الكذب؛ حققت الممانعة في لبنان نصرا جديدا حين فرضت على المملكة العربية السعودية الافراج عن الرئيس سعد الحريري، (تصريح فيصل كرامي) نضحك أم نبكي لا فرق...
فيما كتب مايز الأدهمي: منذ ثلاثة أيام يتم تداول خبر على شبكات التواصل الاجتماعي، قلة أتت على ذكره واعتبرته صحيحاً... والخبر بعنوان: (سعد الحريري والخيانة العظمى)؟
الخبر نقلته أكثر من شبكة وتم تداوله ونسبته الى صحافي الماني يدعى "فرانتز شتاينماير"يعمل في مجلة "دير شبيغل"... وان المواقع العربية نقلته من المجلة الألمانية؟!..
لدى التدقيق والبحث تبين أن الخبر مُفبرك... وأن مجلة دير شبيغل الألمانية ليس واردا فيها وكذلك فإن اسم الصحافي غير موجود ... كما أن مقدمة الخبر تقول: "كتب الصحافي الألماني فرانتز شتاينماير في صحيفة (!؟) ديرشبيغل ... ودير شبيغل مجلة وليست صحيفة!
وكنت قد تداولت مع بعض الأصدقاء حول الموضوع وأرسلت لهم اللينك للمشاركة في البحث وحاول كل منا من جانبه البحث عن الخير والبحث عن اسم الصحافي ...
منذ قليل وصلني من شقيقي غسان في المانيا، بعد أن طلبت منه التدقيق حول الموضوع، المعلومات التالية .. وقد قال بالحرف على الواتساب:
مايز، لا وجود لصحافي باسم فرانتز شتاينماير ولا وجود لاسمه ضمن صحافيي دير شبيغل، كما لا يوجد مقال باللغة الألمانية تحت هذا العنوان، والخبر صادر عن الوكالة العربية للأخبار (عربي برس) وهي كما هو معروف تخص المحور الإيراني !؟.. (انتهى كلام مايز الأدهمي)
تصدر جريدة الأخبار وعلى غلافها صورة الرئيس الحريري بعنوان: الرهينة، فيما تسأل ليندا مشيلب الوزير المرعبي هل سعد الحريري معتقل في أوتيل ريتز!؟ فيما موقع الحدث للممانع حسين عليق يتحدث دفعة واحدة عن تاهيل بهاء الحريري للحلول مكان أخيه، وعن طلاق اللواء أشرف ريفي من زوجته بسبب زواج مزعوم بسيدة أخرى.
أهم شيء كشفته هذه الأزمة التي بدأت باستقالة الرئيس سعد الحريري هو حجم سيطرة ايران على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والالكترونية في لبنان، ولولا وسائل التواصل الاجتماعي لكان فضاؤنا الاعلامي يشبه كوريا الشمالية التي أوهم اعلامها لشعبها أن نهائي كأس العالم في كرة القدم قد جرى بين كوريا الشمالية وفريق آخر.
لا يدوم مفعول الكذبة الا لقصير الوقت، لذلك لكي تستمر، هي تلد كذبتين، وبدورها تلد كل واحدة اثنتين، مع هذه الوتيرة يمكن توقع خروج السيد نصرالله في خطابه المقبل للقول: "نحن قوم لا نترك أسرانا".
فعلها في المرة الأولى حين أوهمنا وهو يخوض حرب ايران ضداسرائيل، لكي تحصن طهران ملفها النووي، أنه أدخلنا حربا من أجل استعادة سمير القنطار سنة ٢٠٠٦ حيث علقت سيدة جنوبية على انقاض بيتها؛ "انبسطت يا أم سمير".
وفعلها مرة ثانية حين ذهب الى سورية ليدافع عن استبداد الأسد منتحلا صفة نصرة السيدة زينب.
الحرب اليمنية بين الحوثية الايرانية و السعودية، قائمة وحزب الله طرف أساسي فيها، ما ينقص حزب الله لتبرير ذهابه بعيدا في خوضها، هي ذريعة لبنانية تجعله في موقع الأصيل لا في موقع التابع الوكيل، انه يفعلها ويخدعنا مرة ثالثة؛ تحرير رئيس وزراء لبنان وعودته مع اسرته الى لبنان، رحم الله الدكتور محمد شطح، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، أما من اعتاد السذاجة والغباء فكل لدغة في جلده تستدعي لدغتين.
جولة باسيل الأورويبة هي تمهيد سياسي لمزيد من تورط حزب الله في اليمن وفي الحرب الايرانية ضد السعودية.