أولاً: حفظ التاريخ الإسلامي لثلاثة إخوة من أولاد عتاب بن أسيد أفعالاً غريبة لا مُبرّر لها سوى إيراد الحجج الواهية:
كان أحدهم يحُجُّ عن حمزة بن عبد المطلّب (عمّ النبي) ويقول: "استُشهد قبل أن يحجّ"، وكان الآخر يُضحّي عن أبي بكر وعمر ويقول: "أخطآ السُّنّّة في ترك الأضحية"، وكان الآخر يفطرُ عن عائشة أيام التشريق، ويقول: "غلطت في صومها أيام العيد، فكما يصوم المسلمُ عن أبيه وأمّه، فأنا أفطر عن أمّي عائشة".
ثانياً: الرئيس الحريري وحجج الأخوة الثلاثة
عندما عزم الرئيس سعد الحريري منذ عامٍ مضى على القيام "بالإنقلاب التاريخي" الذي قضى على تيار الرابع عشر من آذار، وأوصل الرئيس عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، راح يُدلي بالحُجّة تلو الأخرى عن صوابية خطوته، وضرورتها وعظم أجرها، فضلاً عمّا ستصيب البلاد من رخاءٍ وازدهار وأمن وطمأنينة، كما أنّها ستُؤمن انتظام عمل المؤسسات الدستورية، ممّا سيؤدي بالطبع إلى ظبط النفقات والحدّ من موجات الفساد المستشرية، أمّا الحلّ السحري لتأمين السيادة وتجنيب البلد لهيب الحرائق المشتعلة في المنطقة العربية فهو "النأي بالنفس"، هذا المفهوم الذي نحتتهُ حكومة الرئيس ميقاتي، وكان الحريري قد نال وعداً قاطعاً بالنأي بالنفس عن أزمات المنطقة مقابل انتخابه رئيساً للجمهورية، كما سبق وتعهّد بذلك للدكتور جعجع، لتتظهّر اليوم أنّ كل الحجج التي سيقت لتبرير هذا الإنقلاب الخطير لم تكن أكثر وجاهةً وصوابية ومُبرّرة من حجج أولاد عتاب بن أسيد، جزاهم الله خيراً لما قاموا به في حقّ أصحاب الرسول وأم المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم أجمعين.