من المبكر جدا الحديث عن النتائج المباشرة لزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى المملكة العربية السعودية والتداعيات التي ستتركها في القادم من الأيام إلا أن التلميحات التي برزت في كلام سيد بكركي يعطي إنطباعًا معينًا عما ستؤول إليه الأمور في المرحلة المقبلة.
فالراعي أعلنها صراحة من السعودية أنه موافق على أسباب إستقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة، وهذا كلام كبير في وقت حساس جدا يشهده لبنان لأن الراعي بقوله هذا يقول بطريقة غير مباشرة أنه موافق على البيان الذي تلاه الحريري عند إستقالته.
إقرأ أيضا : كنيسة ستكون هدية للراعي أثناء زيارته للسعودية
وكما هو معروف فإن البيان الذي تلاه الرئيس المستقيل كان تصعيديا ضد حزب الله وإيران وإستخدم مفردات ومصطلحات قاسية ك "قطع أذرع إيران" وغيرها.
والحريري إستند إلى التدخلات الإيرانية في المنطقة عبر حزب الله ليبرر إستقالته من الرياض وما للمكان من رمزية في ظل الصراع الإيراني - السعودي بالمنطقة، وهذه المعاني السياسية بأجمعها والمبررات التي ساقها الحريري وشكلت أسس بيان الإستقالة وافق عليها الراعي بتصريحه في الأمس.
أما الأهم مسيحيا فهو أن بطريرك الموارنة ولأول مرة بهذا الوضوح يضع الرئيس ميشال عون في الزاوية ويحرجه بل رفع عنه الغطاء كليا لأن عون يرى في إستقالة الحريري ضربا للعهد والراعي موافق على أسباب الإستقالة وبالتالي ستشهد الأيام المقبلة مرحلة متشنجة في البلد عنوانها الأبرز إبتعاد الراعي عن سياسات وتصرفات العهد.
فكيف سيتصرف عون إزاء هذا التطور الخطير؟