أولاً: حديث الفخّ
حدّث يحي بن عبدالعزيز عن رجُلٍ من ولد أبي بكر الصديق، عن وهب بن منبّه، قال: نصب رجلٌ من بني إسرائيل فخّاً، فجاءت عصفورة فوقعت عليه، فقالت : ما لي أراك منحنياً؟ قال: لكثرة صلاتي انحنيت، قالت: فما لي أراك باديةً عظامُك؟ قال: لكثرة صيامي بدت عظامي! قالت: فما لي أرى هذا الصوف عليك؟ قال: لزهادتي في الدنيا لبست الصوف! قالت: فما هذه العصا عندك؟ قال: أتوكّأُ عليها وأقضي بها حوائجي، قالت: فما هذه الحبّة في يديك؟ قال: قُربانٌ إن مرّ بي مسكينٌ ناولته إياها! قالت: فإنّي مسكينة! قال: فخُذيها، فقبضت على الحبّة فإذا الفخّ في عنقها؛ فجعلت تقول: قعي قعي! فقال أحد المفسرين: تفسيره: لا غرّني ناسكُ مُراءٍ بعدك أبدا.
إقرأ أيضًا: الإطلالة التلفزيونية للرئيس الحريري... نهاية زوبعة في فنجان
ثانياً: الرئيس والحكيم في عنُق الفخ
كانت سُدّةُ الرئاسة اللبنانية الخالية لمدة قاربت الثلاثين شهراً شركاً صعباً للقادة السياسيين اللبنانيين، حتى أحكم التيار العوني مع حزب الله "الفخّ الرئاسي" بانتظار من سيقع فيه، حتى تقدّم أولاً قائد القوات اللبنانية وتبعهُ الرئيس سعد الحريري فقبضا على الحبّة "القربان"، فإذا الفخّ في عنُقهما، فتحمّلا وتجالدا وتصابرا لمدة عامٍ كامل، وإذ بدا حكيم القوات أكثر جلداً وصبراً، ربما بسبب مراسه العسكري، راح الرئيس الحريري يصرخ اليوم: قعي قعي! وتفسيره: بئس ما أنا فيه، فقد أدمى ثقل الحديد قلبي، وأوهن عظمي، ولا غرّني ناسكُ مُراءٍ بعد ذلك أبدا.