صحيفة "وول ستريت جورنال" رأت أنّ ترامب تنازل في سوريا لصالح إيران وروسيا، وتحدّثت الصحيفة عن البيان المشترك الذي صدر السبت عن الجانبين الأميركي والروسي، ولفتت الى أنّ الإستراتيجية المؤلّفة من 3 أجزاء تهدف للوصول إلى "الهزيمة الدائمة" لتنظيم "داعش"، وتخفيف حدّة الحرب في سوريا، وبعدها تنظيم إنتخابات تشريعية ورئاسية، بإشراف الأمم المتحدة.
ولفتت الصحيفة الى أنّ "داعش" اقترب من خسارة "الخلافة"، ولم يساعد الروس بذلك كثيرًا، وقد قام بالعمل الكبير مقاتلون عرب إضافة الى الأكراد أي "قوات سوريا الديمقراطية"، بدعم من سلاح الجو الأميركي وقوات خاصّة على الأرض. في الوقت الذي أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس استعادة 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش" خلال كلمة له ألقاها باجتماع في العاصمة البلجيكية بروكسل.
السؤال هو ما هو الآتي؟
في تموز، اتفق ترامب مع الروس على إقامة منطقة آمنة خفض نزاع جنوب سوريا، على الحدود مع الأردن. والنقطة الأساسية كانت وقف إطلاق النار، بسبب الأزمة الإنسانية والسماح للقوات المدعومة أميركيًا من هزيمة "داعش" في المناطق الشمالية والشرقية في سوريا. ولكن بدلاً ممّا كان مخططًا، فقد عزّز وقف إطلاق النار المكاسب التي حقّقها الجيش السوري في غرب البلاد. وأطلق المقاتلون المدعومون من روسيا وإيران نحو الشرق، حيث حقّقت قوات سوريا الديمقراطية تقدمًا، بمواجهة داعش، بحسب الصحيفة.
من جانبه، علّق كريستوفر كوزاك من مركز دراسات الحرب قائلاً: "إنّ الإتفاق الروسي الأميركي حافظ –أكثر ممّا حدّ – حرية تحرّك حزب الله والقوات الإيرانية في مرتفعات الجولان والحدود السورية الأردنية".
وأوضحت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة وروسيا والأردن وقّعت مذكّرة مبادئ حول "التقليل حتى الإنسحاب النهائي للقوات الأجنبية من سوريا، خصوصًا في الجنوب". ولكن لا دليل على أنّ إيران أو حزب الله سيتركان المنطقة، تقول الصحيفة.
بعد الإتفاق الثلاثي.. أتى دور تركيا
وكالة "أسوشييتد برس" أوضحت أنّ الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ناقشا الخطوات القادمة في سوريا خلال محادثاتهما الإثنين، والتي تؤكّد على التعاون الوثيق بين البلدين اللذين لعبا أدوارًا أساسية في الحرب السورية.
من جانبها، نقلت إذاعة "صوت أميركا" عن الجنرال المتقاعد في الجيش التركي هالدون سولمازترك وهو باحث في مركز دراسات في أنقرة قوله "إنّ الزعيمين لا يثقان كثيرًا ببعضهما، خصوصًا لجهة بوتين الذي يرى أنّه لا يمكن التنبؤ بما سيفعله أردوغان".
والجدير ذكره أنّ الإجتماع أتى بعد تأجيل موسكو لمؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي كان مزمع عقده في سوتشي، وجرى تأجيله، بعدما هدّدت تركيا بأنها ستقاطعه بسبب الدعوة الروسية لمجموعة كردية للمشاركة. وقال محلّلون للإذاعة إنّ موسكو تدرك أن علاقاتها مع أنقرة تقدّم لها فرصًا كبيرة، خصوصًا وأنّ الجانبين يتعاونان في سوريا، فالقوات الروسية والتركية تعمل معًا على تعزيز المطقة الآمنة في إدلب، وهي إحدى آخر معاقل المعارضة السورية.
من جانبه أكّد الكاتب التركي موقع "المونيتور" سامح إيديز أنّ روسيا تحتاج الى تركيا في سوريا للمساعدة في السيطرة على بعض الجماعات الإسلامية التي ترى موسكو أنّها قريبة من أنقرة. وأضاف أنّ تركيا تحافظ على السلام في إدلب، كذلك تريد روسيا تطوير العلاقات مع تركيا بهدف ضرب الغرب وحلف شمال الأطلسي.
"القوات الأجنبية" تشغل إسرائيل
في السياق عينه، علّقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على الإتفاق الروسي الأميركي مع الأردن، وسألت من المستفيد من إتفاق وقف إطلاق النار الذي عقدته هذه الدول وعلّقت على "القوات الأجنبية".
وقالت الصحيفة: "في الوقت الذي لم ينشر النص الكامل توجد وجهات نظر متضاربة بين مسؤولين أميركيين وآخرين إسرائيليين، ففيما رأى مسؤول في الخارجية الأميركية أنّ القوات الأجنبية تعني أنّ روسيا التزمت بإزالة القوات المدعومة من إيران عن حدود الجولان، رأت مصادر إسرائيلية إنّ الإتفاق يجب أن يتطلّب إزالة "القوات الأجنبية" التي تضم القوات المدعومة من إيران والقوات الإيرانية".
من جانبها، نقلت هآرتس أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة وروسيا أنّ إسرائيل ستستمر بتنفيذ ضربات عسكرية على الحدود السورية على الرغم من محاولة موسكو وواشنطن وقف إطلاق النار. وقال: "نحن نستمر بالسيطرة على الحدود، نحمي إسرائيل وسنستمرّ بذلك".
ما موقف السعودية ممّا يجري؟
سوف تستضيف الرياض إجتماعًا للمعلرضة السورية في الرياض من 22 الى 24 تشرين الثاني الجاري، وذلك قبل عقد الأأمم المتحدة الدورة الأخيرة من محادثات السلام والتي تُفتتح في 28 الجاري.
وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فإنّ الحكومة السورية انتعشت بعد استعادة دير الزور وبعض المناطق على الحدود العراقية، فيما ضعفت المعارضة السورية.
(صحف أجنبية)