ليس سهلاً أن يعاني طفلك مرض السكري من النوع الاول، وأن يتعايش معه في طفولته ويتماشى مع نظام صحي مدروس لضبط معدل السكري في الدّم. هذا المرض المزمن يفرض وقعه وعلاجه على الصغار، قد يصعب علينا رؤية طفل يحقن نفسه بأكثر من إبرة أنسولين في اليوم، لكن الوقاية والالتزام بالعلاج كفيلان في جعله يعيش حياته طبيعياً كسائر الأطفال من دون مضاعفات أو خطورة. كيف نُشخص السكري عند الأطفال، ما هي أسبابه وأعراضه وكيف يمكن علاجه؟ متى يصبح السكري خطراً على طفلك، وما هي أحدث التطورات التي تُبشر بأمل جديد لأطفال مرضى السكري؟
يُميّز الاختصاصي في طب الأطفال والغدد الصماء والسكري عند الأطفال الدكتور وسام فياض في مستهل حديثه "بين السكري من النوع الأول الذي يُصيب الأطفال وبين النوع الثاني الذي يصيب الكبار. فالأول ناتج من أسباب جينية او مناعية حيث تدمر المناعة الخلايا المسؤولة عن فرز الأنسولين، في حين ان النوع الثاني وراثي يعود الى أسباب عدة أهمها البدانة، ونظام غذائي غير صحي...". ويشير الى ان " نسبة الإصابة بالسكري من النوع الأول تزيد بشكل لافت ل اسيما في دول شمال اوروبا حيث سجلت إصابة 40 حالة سنوياً من أصل 100 الف طفل. أما في دول الشرق الأوسط فلقد سجلت 7 حالات سنوياً من أصل 100 الف طفل، وتبقى دول آسيا الشرقية الأدنى نسبة في مرض السكري من النوع الأول".
الأنسولين مفتاح الجسم
أعراضٌ بسيطة قد تصبح خطيرة في حال أُهملت ولم يتمّ التدخل طبياً. تتفاوت الأعراض وفق الدكتور فياض بين طفل وآخر لكن يمكن اختصارها بالآتي:
* كثرة التبوّل.
* عطش
* خسارة في الوزن
* زيادة في الشهية
* الشعور بالتعب
* أحياناً يفرز الجسم نتيجة نقص الأنسولين مادة الأسيتون التي تعطي حموضة وتزيد من سرعة التنفس عند الطفل. وفي حال لم يعالج هذا العارض فيمكن ان يدخل الطفل في غيبوبة.
أما بالنسبة الى تشخيص السكري عند الأطفال فيكون من خلال عدّة فحوص: فحص البول، فحص الأسيتون وفحص الدّم. يعتبر الأنسولين مفتاحاً رئيسياً لجسمنا، فعندما يفرز البنكرياس الأنسولين الذي يسمح للسكر بالوصول الى الخلايا واستهلاكه، وفي ظل غياب الأنسولين تحرق الخلية الدهون وينتج منها مادة الأسيتون التي تعدّ مادة سامة للجسم.
ورأى الاختصاصي في الغدد الصماء والسكري عند الأطفال انه "كلما سجل البلد نسبة عالية من مرض السكري زادت التوعية والعكس صحيح. لذلك من المهم التشديد على أهمية التوعية لتفادي الوصول الى أعراض خطيرة كالغيبوبة عند الأطفال".
4 حقن في اليوم
لكن ماذا عن العلاجات؟ يؤكد الدكتور فياض ان "العلاج الوحيد للسكري من النوع الأول عند الأطفال يكون في حقن الأنسولين. لم نجد حتى الآن طريقة تمكن الجسم من إنتاج الأنسولين في حالة تلف الخلايا. ومع تطور الطب هناك سعي الى محاولة إعادة انتاج او إحياء خلايا او حتى استبدالها بخلايا أخرى في البنكرياس لفرز الأنسولين. لكن حقن الأنسولين ليست العلاج الوحيد، من المهم ان نوفّق بين العلاج الطبي وبين النظام الغذائي الصحي والسليم وممارسة الرياضة حتى نتمكن من المحافظة على معدل السكر الطبيعي".
ويتابع "ثمة أنواع عدة من حقن الأنسولين، منها بطيئة واخرى سريعة. ويُقسم استخدام الحقن على الشكل الآتي: 3 حقن انسولين سريعة قبل تناول الوجبات الرئيسية وحقنة بطيئة قبل النوم تدوم 24 ساعة. إذاً، على الولد قبل إجراء الحقنة ان يفحص السكري حتى يحدد كمية الأنسولين التي يحتاجها جسمه".
ويشدد الدكتور فياض على أهمية "معرفة الأهل لهذا المرض، فهو بالرغم من انه مرض مزمن لكنه لا يمنع الطفل من أن يعيش حياته بشكل طبيعي . ليس علينا ان نخاف من السكري من النوع الأول طالما ان المريض ملتزم بنظامه الغذائي والعلاجي كما يجب".