من إحدى الفنادق في منطقة جبل لبنان نُقلت امرأة في العقد الثالث من العمر إلى المستشفى بحالة طارئة بعد إصابتها بحالة غيبوبة مجهولة الأسباب. كان يُرافق "المريضة" التي أُحضرت إلى قسم الطوارئ عارية من الثياب، شاب أربعيني بدا قلقاً عليها إلى حدّ كبير، فالفتاة التي عادت وفارقت الحياة بعد دقائق، هي زميلته في العمل.
بطبيعة الحال كان الشاب أوّل المستجوبين في القضيّة. ذكر "علاء" (اسم مستعار) أنّه على معرفة بالمرحومة "سوسن" (اسم مستعار) منذ ثلاث سنوات كونهما يعملان معاً في نفس الشركة، مفيدًا أنّه على علاقة حميمة معها منذ حوالي شهر تقريباً.
يوم الحادث، كان "الزميلان" يقضيان وقتًا في غرفة الأوتيل. شربا البيرة، أشعلت "سوسن" سيجارة ومن ثمّ تبادلا القبل والمداعبات، ثمّ استأذنت الفتاة من "علاء" لثواني ريثما تغتسل قبيل ممارسة الجنس.
نزعت "سوسن" كامل ثيابها وقبل أن تدخل الحمّام، دخلت المطبخ الصغير لتضع كوبي البيرة في البراد فلحق بها "علاء" وأخذ الزجاجتين من يدها ووضعهما في الثلاجة، واقترب منها ليشاهدها متكئة على حافّة المجلى ورأسها يميل إلى الخلف وهناك انحلال في جسمها، فحملها ومدّدها على الأرض محاولاً إنقاذها من دون جدوى.
التقط الشاب المذهول صديقته وأسرع بها إلى السرير ليحاول إنعاشها من شديد، فلاحظ أنّ سائلًا زهريّ اللون يخرج من فمها وسمع أنّها تتنفس بشكل غير طبيعي، لفّها بشرشف واتصل بإستعلامات الفندق طالبًا الإتصال بالصليب الأحمر الذي نقلها إلى المستشفى ولحق بهم بسيارته.
الصديق أنكر أي علاقة له بموت المرحومة مؤكّداً أنه لم يكن لديه أي سبب لإلحاق الأذى بها مبديا استعداده لتحمّل كافة نفقات لجنة الإختصاصيين في حال لم يتحملها أي مرجع رسمي أو غيره.
ولأنّ التقارير الطبيّة لم تثبت أي فعل جرمي للشاب فقد قرّر قاضي التحقيق في جبل لبنان منع المحاكمة عنه لإنتفاء العناصر الجرمية وحفظ الرسوم والنفقات كافّة.