من الطبيعي أخذ الحذر التام إزاء أيّ مشكلات في الذاكرة قد تتعرّضون لها، فتتساءلون ما إذا كانت إشارةٌ مُبكرة إلى الخرف أو الألزهايمر. هذا أمرٌ حقيقي خصوصاً إذا كان المرضُ مُنتشراً في عائلتكم. لكن هل تُدركون العلاماتِ المُبكرة لهذا الداء؟ في حين أنّ الرابط الجيني موجودٌ فعلاً، إلّا أنّ تعرُّضَ أحد أفراد عائلتكم للألزهايمر لا يؤكّد أنكم ستُصابون بدوركم بهذا الداء حتى في حال مواجهة أعراض كضعف الذاكرة.
وفق "Alzheimer’s Association"، يُعتبر الألزهايمر من بين أسباب الوفاة الـ10 الأعلى في أميركا التي لا يمكن الوقاية منها، أو علاجها، أو إبطاؤها. تُقدّر الجمعية أنّ 5.5 ملايين شخص في أميركا يعانون المرض، ويُتوقّع أنّ يرتفع مع الوقت، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تزايد عدد السكان المسنّين.
في حين أنه من السهل جداً التفكير دائماً في ما هو أسوأ عند التعرّض لضعف الذاكرة، لكنّ أطباء الأمراض العصبية يشدّدون على أنّ هذا الداء يؤثر حتماً في الأشخاص الأكبر سنّاً.
يعني ذلك أنه إذا كانت ذاكرتكم "تخونكم" في الآونة الأخيرة، فمن غير المرجّح أن يكون السبب هو الألزهايمر.
لكن يبقى من الجيّد الانتباه إلى الإشارات من باب الاحتياط. تعرّفوا في ما يلي إلى العلامات الرئيسة لسوء ذاكرتكم، والتي قد تكون بمثابة إشارة مُبكرة إلى الألزهايمر:
نسيان الواجبات اليومية
من الطبيعي أن تنسوا أين وضعتم مفاتيحكم، وذلك يحصل غالباً بسبب تشتّت الذهن أثناء قيامكم بهذا الأمر. غير أنّ نسيان القيام بالمهام الروتينية بانتظام، كتحضير الطعام، قد يُشير إلى أنّ أمراً ما غير طبيعي يحدث.
الضياع في مكان مألوف
المصابون بالألزهايمر قد ينسون أين هم أو إلى أين سيذهبون عندما يبلغون مكاناً مألوفاً كالعمل. هذا الأمر قد يدلّ بدوره على الخرف، لكنه شائع أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون الألزهايمر.
تكرار المحادثات كثيراً
هذا لا يعني أنكم تعجزون عن تذكّر ما إذا أخبرتم زوجتكم بأمر ما حدث معكم في العمل أو لا، إنما تحديداً إجراء المحادثات ذاتها مِراراً وتكراراً من دون ملاحظة ذلك.
نسيان المواعيد
لا شكّ في أنه سبق لكم أن نسيتم موعدَكم مع طبيب الأسنان على سبيل المثال قبل ساعة من رنين المنبّه لتذكيركم بذلك، غير أنّ نسيانَ المواعيد بانتظام قد يُشكّل إشارةً مُبكرة إلى الألزهايمر.
شكوك أفراد العائلة
بالتأكيد فإنّ أفرادَ العائلة يُعتبرون من المصادر الجيّدة في هذا المجال، بما أنهم سيُنذرونكم بالأعراض غير الطبيعية التي تواجهونها، وبالتالي يطلبون منكم استشارة الطبيب.
تذكّروا أخيراً أنّ داءَ الألزهايمر غير شائع بين الشباب وفي حال مواجهة مشكلات في الذاكرة حالياً، فمن غير المرجّح أن يكون هو السبب. في عالم مليء بالأجهزة ووسائل الإعلام، فإنّ التشتيت واللهو مُنتشران في كل مكان. الحلّ يكمن غالباً في خفض التشتيت ومحاولة تهدئة الدماغ. بالتأكيد ستواجهون مشكلة تذكّر كل شيء إذا كان لديكم الكثير للتذكّر والتفكير.
لا تخشوا التعبيرَ عن الأمور التي تُقلقكم. إذا كنتم تتساءلون عن سبب حدوث أشياء غير طبيعية معكم، كاضطرابات الذاكرة التي تؤثر في أدائكم اليومي، لا تتردّدوا في التحدّث إلى الطبيب لتلقّي النصائح والتوصيات المُلائمة.
(سينتيا عواد - الجمهورية)