في محيط كل امرأة، عربية أو غير عربية، قصة خيانة زوجية دمرت منزل إحدى صديقاتها أو قريباتها. ولأن الخيانة فعل يرتكبه اثنان، غالباً ما يتم "شيطنة" المرأة الأخرى، لتنهال عليها الاتهامات بأنها "خرّابة بيوت". فإلى أي مدى يقع معظم اللوم على العاشقة الجديدة؟ وكيف تقع كل هؤلاء النساء في فخ الرجل الباحث عن حضن امرأة أخرى؟
ميشيل زانتز، كاتبة فرنسية، تعرّف نفسها بأنها أم وزوجة أب ومذيعة وفنانة ومدوّنة. لكن اعترافاً لها في السابق بانخراطها في علاقة عاطفية مع رجل متزوج، عرّضها لمواقف وتعليقات هجومية عديدة؛ الأمر الذي دفعها لتوضيح الأسباب؛ أملاً منها أن تلتقط النساء الإشارات والذبذبات التي يرسلها الرجال المتزوجون، فلا يقعن في الفخ ولا يعشن المرارة والذنب اللذين مرت بهما سابقاً.
ومن وحي تجربتها الخاصة، تقول ميشيل إنها كانت من الأشخاص الذين "يحتقرون ولا يتعاطفون" مع الخونة، إلى أن وجدت نفسها في هذا الموقع.
ورغم أنها لا تدعو أبداً لتبرير الخيانة، على حد تعبيرها، فإنها لاحظت أنها تحصل كثيراً لسيدات ذكيات ولطيفات. وتصف في مدونتها مواصفات الرجل الخائن والطريقة التي يتبعها لإغواء النساء.
فـ"العشيقة أو المرأة الأخرى"، برأيها، ليست دائماً طماعة وشيطانية وتريد سلب رجل متزوج. إنها في الغالب امرأة حساسة وعادية قبل أن تقع في حب رجل لا يعرف سوى الخداع والتلاعب بالآخرين. كما أن الرجل المتزوج الذي يخون باستمرار، يمتلك طرقاً خفية ومخادعة لإيقاع المرأة الذكية في شباكه.
وغالباً ما يكون هؤلاء الرجال ودودين وساحرين، يبدأون على سبيل المثال بالحديث عن مواضيع عادية، وحتى عن زوجاتهم وأولادهم. يتم هذا النوع من المحادثات في الغالب بمكان العمل (كما حصل مع ميشيل) أو أي مكان آخر.
ثم يبدأ أغلب الرجال معتادي الخيانة بالتقرب من هدفهم، وذلك بغمرهن بكلمات الغزل والمدح. ويتصرفون وكأنه يمكن الاعتماد عليهم دائماً، كما يغمروهنّ بالهدايا، إلى أن يحصلوا على وسيلة للتواصل.
في أغلب الأحيان، لا يهمهم ما إن كانت المرأة المستهدفة عزباء أو متزوجة؛ إذ يبحث البعض عن امرأة بمواصفات خاصة لتكون عشيقة. ويفضلون المرأة العزباء؛ إذ يكون من السهل التفرد بها.
وتوضح ميشيل أن اللعبة الحقيقية للرجل تبدأ عندما يتحدث عن مدى تعاسته في زواجه. عندها يقوم بتشويه صورة زوجته، ويجعل ضحيته تصدق أنهما على وشك الانفصال أو الطلاق. كما أنه من المحتمل أن يشكو من حياته الجنسية؛ إذ يزعم العديد من الرجال غير المخلصين أنهم لم يعودوا يُثارون من قبل زوجاتهم، وأنهم محرومون من الجنس.
ومن الطرق الشائعة، الكذب بخصوص حياتهم الزوجية، فيؤكد الأزواج الخائنون عموماً أن لهم غرفة منفصلة عن زوجاتهم، وأنهم مجبَرون على البقاء في البيت لسبب ما، وغالباً ما يكون "من أجل الأطفال". وقد يقولون إن أوراق الطلاق جاهزة (كما في حالة ميشيل مجدداً)، ولكن في أغلب الأوقات، لا يكون الأمر صحيحاً.
وللأسف، تبدأ النساء في الوقوع بالحب بعد أن تصبح العلاقة أكثر عمقاً، حتى وإن كان متزوجاً؛ لأنها تصدق كل ما يقوله؛ بل قد يكون غيوراً على عشيقته الجديدة ويقنعها بصدق مشاعره.
والحقيقة، وفق تجربة ميشيل، أن تبعات العلاقات غير الشرعية قد تدمر أكثر من حياة؛ وذلك لأن الأزواج معتادي الخيانة باستمرار لا ينفصلون عن زوجاتهم؛ لأنهم بكل بساطة يريدون الحصول على كل شيء دون أن يخسروا شيئاً.
(هاف بوست عربي)