تقول جميع المؤشرات أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة للحرب بين المملكة العربية السعودية وإيران
وهذا الإتجاه كان واضحا عندما اعتقد الرئيس دونالد ترامب بأن الصواريخ التي أطلقت من اليمن نحو مطار الملك خالد هي صواريخ إيرانية قبل التحقيق في ذلك علمًا بأن البيان الصادر مؤخرا من قبل البيت الأبيض لا ينص على أن تلك الصواريخ كانت إيرانية الصنع إلا أنه يؤكد على أن صواريخا من هذا النوع ما كانت موجودة على الأراضي اليمنية قبل الأزمة اليمنية.
ثم إن الرئيس الأميركي نجح لحد ما في التقريب بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني ووضعهما أمام عدو مشترك وفي هذا المجال كان لافتًا وضع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة صورة مشتركة لها بجانب تركي الفيصل رئيس الإستخبارات السعودي السابق على حسابها في مواقع التواصل الإجتماعي، مما يعني أن اسرائيل تبذل في الوقت الراهن جهدا مستميتا لكسب ثقة العرب وخاصة الوقوف في المعسكر السعودي لضرب إيران وحلفائها في المنطقة.
إن وقوع الحرب بين السعودية وإيران سيحرق المنطقة ويأخذها إلى ما كانت عليه قبل عقود من الزمن ولكنه في نفس الوقت ينعش إقتصاد الولايات المتحدة وشركات صنع السلاح ويوفر فرص كثيرة للشغل ويمثل إنجازًا كبيرًا للرئيس ترامب الذي لا يفكر إلا بتوفير فرص جديدة للشغل في المجتمع الأميركي أيا تكن تكاليفه للأمن العالمي.
إقرا أيضا: سفير إيران السابق يخطئ الصورة النمطية عن السعودية
هذا والرجل التاجر يخاف من كوريا الشمالية ويتمنى لقاء الزعيم الكوري كيم جونغ أون وطي صفحة الماضي معه مما يعني أن ترامب لا يريد الحرب لبلاده وإنما يتمناه للآخرين.
وفيما البعض يتصور بأن ترامب صديق للسعودية وصهره اليهودي كوشنر لديه أطيب العلاقات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبينهما مستوى عال من التنسيق إلا أن لا شك في أن ترامب وضع مجموعة من الأفخاخ وليس فخًا واحدًا للمنطقة حيث يريد زرع الفتنة بين السعودية وإيران وتشجيع السعودية لشن حرب ضد إيران ما يؤدي إلى تقوية الكيان الصهيوني.
إقرا أيضا : ترامب يطلب وروحاني يرفض
يعرف ترامب وحليفه الصهيوني أن المملكة أيضًا لن تسلم من نيران تلك الحرب ولا شك في أن ترامب لا يريد خيرًا للمملكة السعودية ويدفع الحكام السعوديين إلى المزيد من الأزمات الخارجية والداخلية وعلى المملكة أن تشك في نوايا ترامب عندما يتدخل سافرا في شؤونها الداخلية ويتخذ موقفا داعما لإعتقال الأمراء السعوديين ويعبر عنهم باللصوص.
أليس هذا بحد ذاته فخا أمام النظام السعودي؟
على النظام السعودي أن يتأمل في بيت الشعر الذي يخاطب المؤمنين بالقول "إن الذين ترونهم إخوانا لكم يشف غليل صدورهم إن تصرعوا".