قرر الرئيس العماد ميشال عون عدم اجراء أي استشارات نيابية واعتبار الحكومة غير مستقيلة والرئيس سعد الحريري غير مستقيل، وانه محتجز في السعودية ولذلك ابلغ امس رئيس الجمهورية سفراء الدول الداعمة للبنان والدول الكبرى وغيرها ملفا عن اتفاق فيينا في شأن حصانة الرؤساء وعدم احتجازهم، وفق القوانين الدولية.
وقرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انتظار أسبوع او عشرة أيام ليحصل على جواب الدول الأوروبية والكبرى والداعمة للبنان في شأن احتجاز الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية.
وبعدها، ان لم يحصل على الجواب او يتم الافراج عن الرئيس سعد الحريري، فسيقوم بتدويل ازمة احتجاز الرئيس سعد الحريري في الرياض ويتحرك دوليا على مستوى الأمم المتحدة ومستوى تنفيذ اتفاق فيينا الدولي واللجوء الى المحاكم الدولية على أساس انه تم الاعتداء على لبنان ومخالفة القوانين الدولية، من خلال احتجاز رئيس حكومة لبنان واجباره على الاستقالة ووضعه في الإقامة الجبرية ومنعه من العودة الى لبنان، مما يهدد الاستقرار اللبناني ويسيء الى سيادة لبنان وشعب لبنان ويشكل إساءة الى الجمهورية اللبنانية كاملة.
قرار ترحيل اللبنانيين
إزاء هذا الوضع، وبعد ابلاغ السعودية قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كل ممثلي الدول الداعمة للبنان والدول الكبرى وأوروبا وغيرها، انه يتجه الى تدويل احتجاز الرئيس سعد الحريري، فان مواقع الكترونية في السعودية تحدثت عن ان ولي العهد السعودي قد يصدر قراراً بترحيل اللبنانيين العاملين في السعودية الى لبنان. ويبلغ عدد العاملين اللبنانيين في السعودية 270 الف عامل وعاملة وأصحاب شركات ورجال اعمال ومدراء مصارف وغيرها، وأصحاب استثمارات في المملكة وتختلف مصادر دولية حول إمكانية تنفيذ السعودية هذا القرار. فأوروبا تريد مع اميركا الاستقرار في لبنان والمحافظة عليه، ولذلك تستبعد ان تتخذ السعودية قرارا من هذا النوع بترحيل 270 الف لبناني لان ذلك سيشكل ازمة كبرى اقتصادية في لبنان، إضافة الى ازمة بطالة ضخمة لا يستطيع الاقتصاد اللبناني تحمّلها، وهنالك دول أخرى منها أوروبية وحتى مصادر في واشنطن لا تستبعد ان يتخذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قرارا من هذا النوع، لان القرارات التي اتخذها منذ فترة وحتى الان انفعالية واعتباطية مثل قرار الحرب في اليمن حيث كان يعتقد ان بامكانه تثبيت الرئيس اليمني عبد الهادي رئيسا لليمن وان التحالف العربي بقيادة السعودية يستطيع احتلال اليمن كله، وفشلت عاصفة الحزم لا بل بدأت صواريخ تسقط على مدينة ينبع وعلى العاصمة الرياض.
كذلك فان قراره محاصرة قطر فشلت بعدما اتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قطر بالتنسيق مع ايران، وقد فشل الحصار على قطر لان قطر استوردت من ايران الأغذية والأدوية وكل ما تحتاجه من ايران والبواخر الإيرانية تصل يوميا بالعشرات الى مرافىء قطر في حين ان قطر كانت تستورد حاجاتها من السعودية ودولة الامارات وحتى أحيانا من البحرين.
كذلك قرار ولي العهد باستدعاء الرئيس سعد الحريري الى السعودية واجباره على القاء خطاب لم يكتبه الرئيس الحريري، بل تمت كتابته له، والقاه ويتضمن استقالته من رئاسة الحكومة والهجوم على ايران وحزب الله معلناً استقالته على أساس ذلك وعلى أساس ان حياته مهدّدة، لان محاولات اغتيال له تم اكتشافها في لبنان، وهو ما نفاه الجيش اللبناني ومخابراته وكل أجهزة الامن اللبنانية في شأن محاولة اغتيال الرئيس سعد الحريري.
لذلك هذه المصادر لا تستبعد رعونة اتخاذ قرار من قبل ولي العهد السعودي بترحيل اللبنانيين في المملكة الى لبنان.
رغبة الدول الاوروبية باطلاق الحريري
وبعد طلب لبنان من الدول الكبرى والأوروبية التدخل والضغط على السعودية لرفع الحجز عن الرئيس سعد الحريري والسماح له بالسفر الى لبنان، فان دولاً أوروبية وأميركا لا تريد الوصول الى ازمة علاقات مع السعودية، مع رغبتها الكاملة لاطلاق سراح الرئيس سعد الحريري، لان هذه الدول تريد الاستقرار السياسي في لبنان والمحافظة عليه، وقد جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الأميركي والرئيس الفرنسي وحكومات غربية عدة. لكن هذه الدول بين الضغط على السعودية وبين مصالحها الاقتصادية الكبرى مع المملكة العربية السعودية التي تصل الى آلاف المليارات، إضافة الى صفقات التسلح التي تربط السعودية بدول أوروبية وأميركا، إضافة الى ان الدول الأوروبية تستورد حوالى 40 في المئة من الطاقة النفطية وغيرها من السعودية، واضافة الى ان مئات الشركات الأوروبية لديها استثمارات بالمليارات في المملكة العربية السعودية فانها لا تريد ان تصل الى ازمة مع المملكة وتتهدد مصالحها التجارية وصفقات التسلح، إضافة الى التزوّد بالطاقة النفطية نتيجة توتر في العلاقة بين هذه الدول والمملكة العربية السعودية.
ومع رغبة الدول الكبرى والأوروبية باطلاق الرئيس سعد الحريري، الا انها بين العلاقات الكبيرة مع السعودية وبين اطلاق الرئيس الحريري تفضّل التريّث وعدم حصول ازمة بينها وبين القيادة السعودية.
الرئيس الفرنسي ماكرون كان في زيارة لدولة الامارات، حيث لفرنسا في أبو ظبي قاعدتين عسكريتين، إضافة الى ان أبو ظبي تقيم معرض «لوفر» فيها وهو استثمار كبير ويعطي دورا كبيرا للعلاقات الفرنسية مع دولة الامارات، ودولة الامارات مرتبطة بتأييد السعودية في قراراتها. إضافة الى ان دولة الامارات وقعت مؤخرا صفقة تسلح مع فرنسا، ومن هنا لم يستطع الرئيس الفرنسي ماكرون اقناع رئاسة دولة الامارات بالتدخل لدى السعودية لرفع الإقامة الجبرية عن الرئيس سعد الحريري.
وطلب الرئيس الفرنسي ماكرون زيارة الرياض سريعا، ومقابلة الملك، فتمت اجابته بأن الملك مريض وولي العهد سيستقبله. وحطت طائرة الرئيس الفرنسي في مطار الرياض وحصل اجتماع الرئيس ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مطار الرياض.
ووفق الصحافيين المرافقين للرئيس الفرنسي ماكرون، ان ماكرون فشل في اقناع ولي العهد برفع الإقامة الجبرية عن الرئيس سعد الحريري، معتبرا ان رئيس الحكومة اللبنانية حر طليق ويمكنه اتخاذ القرار الذي يناسبه، لكن هو قرر العودة الى السعودية والاستقالة، خاصة بعد محاولة اغتياله في لبنان.
وقال الصحافيون المرافقون للرئيس الفرنسي ان ماكرون لم يقتنع بالجواب، وعندما طالب بالحفاظ على استقرار لبنان، أجاب ولي العهد السعودي وفق الصحافيين الفرنسيين بأن ايران هي التي تشكل خطرا على الاستقرار اللبناني، عبر قيام دولة ضمن الدولة، وبالتحديد حزب الله، الذي اعتبره ولي العهد السعودي وجودا إيرانيا في لبنان ويهدد استقرار دول عربية عديدة، وخاصة في الخليج، وانه حزب إرهابي، وان السعودية كانت دائما مع استقرار لبنان.
ولم ينتج شيء عن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية، ومحادثاته مع ولي العهد، الا ان الرئيس الفرنسي قرر لدى وجوده في باريس، الاتصال بالدول الأوروبية وكامل الاتحاد الأوروبي لتأمين تغطية أوروبية شاملة لفرنسا كي تقوم باسم الاتحاد الأوروبي بمفاوضة السعودية عبر تقديم طلب أوروبي شامل يسمح بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان كرئيس للحكومة.
وقد اتصل الرئيس الفرنسي ماكرون برئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون وأكد له حرص فرنسا على الاستقرار اللبناني وابلغه مواصلة فرنسا السعي لحل ازمة احتجاز الرئيس الحريري. فيما أرسلت فرنسا شخصية مسؤولة فرنسية هو السيد شوفالييه الذي زار بيروت سريعا وعاد الى باريس وذلك في اطار التشاور مع الدولة اللبنانية في شأن ازمة الحريري الحالية ودور فرنسا لحلها.
زيارة اللواء ابراهيم الى فرنسا
هذا، وزار مديرعام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم العاصمة الفرنسية موفداً رسمياً من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واجتمع مع مدير المخابرات الفرنسية، وجرت محادثات لبنانية - فرنسية تناولت موضوع الرئيس سعد الحريري في السعودية، وتم البحث في العمق وجرت مناقشات عميقة بحثت الوضع على المدى الامني والحالي كذلك تم البحث في الوضع الاستراتيجي البعيد المدى.
وشرح اللواء عباس ابراهيم وجهة نظر لبنان مما ادى الى تقارب كبير في النظرة الفرنسية والنظرة اللبنانية الى بعضهما البعض، ولا يمكن كشف تفاصيل الزيارة والمحادثات لانها بين مدير احد اهم الاجهزة الامنية اللبنانية وبين مدير المخابرات الفرنسية، لكن الزيارة ادت الى تقدم ايجابي في النظرة الفرنسية الى الموضوع.
القرار الأميركي سيظهر بعد عودة ترامب الى واشنطن
في هذا الوقت، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية ببيان صادر عنها ان الحريري شريك حقيقي للولايات المتحدة وتثق به وتريد الاستقرار في لبنان والمحافظة على الاستقرار والحفاظ على الجيش اللبناني وكامل اجهزته الأمنية، دون ان توجه لوماً او كلاما للسعودية طالبة الافراج عن الرئيس سعد الحريري.
والقرار الأميركي سيظهر بعد عودة الرئيس الاميركي ترامب من فيتنام الى واشنطن، بعد مروره الى دولة الفيليبين لكن ترامب الذي كان يغرد على تويتر ويعلن قراراته لم يقم بأي تغريدة على توتير في شأن احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية وتجنب تناول هذا الموضوع. مع العلم ان ولي العهد السعودي ينسق مباشرة مع صهر الرئيس ترامب في العلاقات السعودية - الأميركية، دون المرور بوزارة الخارجية والامن القومي الأميركي ووزارة الدفاع الأميركية والمخابرات المركزية الأميركية.
لكن الامن القومي الأميركي وفق صحيفة نيويورك تايمز ابدى قلقه من الوضع السعودي الداخلي، ومن اعتقال حوالى 43 اميرا حتى الان، بعدما كانوا 11 اميرا فقط قيد الاعتقال، كذلك اعتقال 430 رجل اعمال سعودي وعربي للتحقيق معهم، وان الإدارة الأميركية قلقة في شأن حصول ربيع عربي سعودي مثلما حصل في سوريا والعراق واليمن ودول المنطقة. وان الولايات المتحدة التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة من ضمن القيادة العسكرية الوسطى التي تنتشر من باكستان حتى حدود الدول المتاخمة لروسيا وضمنها الشرق الأوسط وايران والسعودية والخليج، مستاءة من محاصرة قطر، خاصة وان قاعدة العبي في قطر هي اهم قاعدة جوية عسكرية واميركية وبريطانية ومنها تنطلق كامل الطائرات الأميركية في اعمالها للمراقبة او للقصف او لنقل الجنود في منطقة القيادة العسكرية الوسطى على مدى اسيا الى حدود روسيا.
ولذلك الغت رئاسة الأركان للجيش الأميركي تدريبات كانت ستقوم بها مع دول الخليج الى حين حل مشكلة حصار قطر من قبل السعودية ودولة الامارات والبحرين.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز ان الامن القومي رفع تقريرا الى الرئيس الأميركي ترامب وينتظر الجواب والتقرير يتضمن ان تقوم المملكة العربية السعودية بإبلاغ واشنطن مسبقا بالقرارات التي يتخذها ولي العهد السعودي او القيادة السعودية لان الوضع اصبح خطيرا ومقلقا في السعودية سواء داخل المملكة ام في شأن الحرب في اليمن، ام في شأن الحصار على قطر، ومؤخرا تعريض استقرار لبنان الى الخطر أيضا.
وسيكون على الرئيس الأميركي ترامب ان يتخذ القرار فور عودته الى واشنطن وتحديد كيفية التفاوض مع المملكة العربية السعودية في شأن الوضع السعودي ووضع المنطقة كلها.
لا نية لترامب بارسال قوات أميركية الى المنطقة
كذلك قالت صحيفة واشنطن بوست ان السعودية باتت على خط تماس مباشر في الحرب في اليمن مع ايران، وانه ليس لدى الرئيس الأميركي ترامب أي نية بارسال قوات أميركية كبرى الى المنطقة، في حال نشوب حرب سعودية - إيرانية او حصول تطورات خطيرة، لان الرئيس الأميركي ترامب يركّز على ان اميركا اولاً ويركّز على اقتصاد اميركا وتأمين حوالى 3 الاف مليار دولار للاقتصاد الأميركي، وهذا ما اثاره في الصين عندما تفاوض مع القيادة الصينية بأن الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين هو لصالح الصين بشكل كبير، وان على الصين ان تعدل تجارتها مع الولايات المتحدة، لان واشنطن لا تقبل باستمرار العجز التجاري الأميركي تجاه الصين، وهو ان لم يهاجم الصين اثناء وجوده فيها، لكنه بعد انتهاء الزيارة وسفره الى فيتنام وجّه الانتقادات الى القيادة الصينية، معلنا ان الولايات المتحدة ستعدّل الميزان التجاري مع الصين في اقل من فترة سنة.
ولذلك فان واشنطن لا تريد توتير منطقة الخليج ولا حصول أي حرب بين الخليج وايران، وتشير صحيفة واشنطن بوست الى ان الولايات المتحدة لم تقم بأي تحرك إزاء النفوذ الإيراني في العراق، وقيام الحشد الشعبي العراقي بقيادة إيرانية، كذلك لم تقم بأي خطوة ضد النفوذ الإيراني في سوريا، كذلك لم تقم بأي خطوة ضد حزب الله، باستثناء ما يصدره الكونغرس من عقوبات وما يصرّح به الرئيس الأميركي تصريحات صحافية ضد ايران ونفوذها. الا انه عمليا، لم تقم واشنطن بأي عمل يخفّف او يضعف النفوذ الإيراني في العراق او سوريا او لبنان. ولذلك، فان الرئيس الأميركي ترامب غير مستعد لارسال قوات اميركية كبرى الى المنطقة.
وهو الذي قال ان حرب العراق سنة 2003 لم يكن يجب ان تحصل لانها كلفت الولايات المتحدة 600 مليار دولار وتساءل الرئيس الأميركي ماذا كانت النتيجة لقد فقدنا المليارات دون ان نحصل على شيء.
السفير الفرنسي زار الحريري
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية الموثوقة ان السفير الفرنسي في السعودية زار الرئيس سعد الحريري في قصره، ورفع تقريريا الى الرئيس الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية بعد زيارته الى الرئيس سعد الحريري، ومما جاء في صحيفة لوموند الفرنسية، ان تقرير السفير الفرنسي في السعودية أشار انه لدى وصول السفير الفرنسي الى قصر الرئيس الحريري شاهد 3 سيارات للشرطة السعودية امام القصر، كذلك شاهد ضابطاً برتبة عالية على مدخل القصر مع 6 عناصر عسكرية من الجيش السعودي. ولأنه لدى مقابلة الرئيس سعد الحريري في قصره، تمت الزيارة بحضور 6 اشخاص سعوديين بلباس مدني كانوا يجلسون في صالون الرئيس سعد الحريري، وان السفير الفرنسي شعر انهم يتقنون اللغات الأجنبية، وان السفير الفرنسي لم يستطع الانفراد بالرئيس سعد الحريري واجراء محادثات معه، لان السفير الفرنسي عندما طلب الانفراد بالرئيس سعد الحريري اجاب الحريري بأن هؤلاء أصدقاء له ولا ضرورة لخروجهم. ولم يستطع السفير الفرنسي التحادث والتفاوض مع الرئيس سعد الحريري، الا بشكل سطحي، وأعاد الرئيس الحريري امام السفير الفرنسي الموقف ذاته الذي جاء في خطابه في الرياض وقراره بالاستقالة، ولدى سؤال السفير الفرنسي للرئيس الحريري عما اذا كان سيعود الى بيروت أجاب الحريري بأنه الان باق في قصره في الرياض.
ولدى سؤال السفير الفرنسي وفق صحيفة لوموند الفرنسية الرئيس سعد الحريري، عما اذا كان يرغب بزيارة فرنسا أجاب بأنه الان باق في الرياض.
ثم وجه السفير الفرنسي دعوة الى الرئيس سعد الحريري للغداء في السفارة الفرنسية في الرياض، فاعتذر الرئيس سعد الحريري عن تلبية الدعوة ووعد السفير الفرنسي تلبية الدعوة في وقت لاحق. وهذا ما نشرته صحيفة لوموند عن رئيس القسم الديبلوماسي للتحرير في جريدة لوموند الفرنسية الموثوقة.
نازك الحريري رفضت التوجه للسعودية
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة عكاظ السعودية انه تم الطلب من السيدة نازك الحريري ارملة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحضور الى السعودية، لكنها رفضت الاستدعاء وقررت البقاء في فرنسا. وان السيدة نازك الحريري أبلغت السلطات الفرنسية بأنها لم تلب الاستدعاء السعودي، وان لديها إقامة فرنسية دائمة، فأبلغتها السلطات الفرنسية ان لا ضرورة للقلق وهي تستطيع البقاء مع ابنتها هند وعائلتها في فرنسا وليس لديها أي مشكلة.
كذلك ذكرت صحيفة عكاظ ان السيدة بهية الحريري لم تلب الدعوة لزيارة السعودية، كذلك الرئيس فؤاد السنيورة لم يلب الدعوة لزيارة السعودية.
وفي هذا الوقت ذكرت مصادر لبنانية ان رجال اعمال لبنانيين كبار من أصحاب المليارات في السعودية لهم بالعادة المجيء كل يوم خميس للبقاء في لبنان حتى صباح الاحد ويعودون الى السعودية، وانهم لم يأتوا الى لبنان منذ توقيف الامراء، أي قبل أسبوع تقريباً، دون معرفة سبب بقائهم في السعودية.
والديار تمتنع عن ذكر الأسماء حرصا على الأمانة التي تبلغتها من عائلات رجال الاعمال اللبنانيين الكبار الموجودين في السعودية، ولان الديار لا تعرف سبب بقاءهم عما اذا كانوا محتجزين ام انهم منشغلون في السعودية.
التحقيقات تشمل 450 شخصاً
على صعيد آخر، ذكرت محطة العربية التلفزيونية ان عدد الذي يجري التحقيق معهم وصل الى 450 شخصا، فيما اعلن تلفزيون بلومبرغ انه وفق إحصاءات المركز المالي الذي يصدر باسمه ان السعودية تفتش عن ثروة ضائعة تعتبرها مسروقة منها تتراوح ما بين 500 مليار و800 مليار دولار، وان السعودية أرسلت برقيات سريعة بحجز عقارات وابراج ويخوت وارصدة وقصور في أوروبا والولايات المتحدة وان سويسرا رفضت السماح للسعودية بالاطلاع على حسابات الامراء في مصارفها الا بقرار يصدر عن المحاكم السويسرة، ولا تقبل بالطلب السعودي من حكومة المملكة السعودية.
كذلك فعلت المصارف الفرنسية والمصارف البريطانية كما رفضت الولايات المتحدة مصادرة 3 أبراج في نيويورك للامير وليد بن طلال وتسليمهم للسفارة السعودية، رغم ان الأمير وليد بن طلال وقّع على أوراق لتسليمهم الى المملكة. لكن عمدة نيويورك رفضت الطلب السعودي واحالته الى المحكمة العليا في نيويورك لاتخاذ القرار. كذلك فعلت أكثرية الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعدم قبول الطلب السعودي بمصادرة الأملاك العائدة للامراء ولشخصيات عربية ومصادرة تلفزيون إ.آر.تي. لرجل الاعمال صالح كامل.
وأضاف تلفزيون بلومبرغ انه ستحصل مشكلة قانونية بين المملكة العربية السعودية والدول الرافضة لمصادرة أملاك واموال وارصدة وشركات وعقارات الامراء والشخصيات التي طلبت السعودية استرجاعها لصالح المملكة العربية السعودية، وان حكومات هذه الدول الاوروبية والولايات المتحدة لا تقبل بالطلب السعودي، بل تنفذ القرار الصادر عن المحاكم في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وحق الموقوفين في استئناف الاحكام الصادرة والدفاع عن انفسهم، وبالتالي الحق لهم بتعيين محامين والحضور شخصيا امام المحاكم الأوروبية وأميركا، ولذلك فالمشكلة القانونية واقعة بين القيادة السعودية وهذه الدول والنتائج غير معروفة.
السعودية طلبت تجميد عضوية لبنان
على الصعيد العربي، طلبت المملكة العربية السعودية من امين عام الجامعة العربية تجميد عضوية لبنان في الجامعة، فقام امين عام الجامعة العربية أبو الغيط بمراجعة الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، الذي ابلغ امين عام الجامعة العربية أبو الغيط بعدم طرح الموضوع على مجلس الجامعة، وان الرئيس المصري سيقوم باتصالات مع القيادة السعودية لان اخراج لبنان من الجامعة العربية بعد اخراج السعودية سيضعف الجامعة العربية اكثر واكثر.
في هذا الوقت، صدر من بغداد تحذير للجامعة العربية بأنه اذا تم اخراج لبنان من عضوية الجامعة العربية فان العراق سينسحب من الجامعة العربية، كذلك أبلغت قطر الجامعة العربية بأنه في حال تجميد عضوية لبنان وانسحاب العراق من الجامعة العربية فان قطر ستنسحب من الجامعة العربية.
اما بالنسبة الى دولة الكويت، فاعتبرت ان الدولة اللبنانية لم ترتكب مخالفة تسيء الى الدور العربي ولا يجب تجميد عضوية لبنان في الجامعة العربية، وان الكويت تعمل دائما على الاجماع العربي وإقامة افضل العلاقات بين الدول العربية ولذلك هي لم تشترك في الحصار على قطر، بل تقوم بوساطة في هذا المجال وان علاقة الكويت مع لبنان علاقة ودية وخاصة.
ونصحت الكويت عبر صحفها، بعدم المسام بعضوية لبنان في الجامعة العربية، وذكرت صحيفة القبس ان لبنان يعتبر من مؤسسي جامعة الدول العربية.
الرئيس عون والاتصال الدائم مع الوزراء
على الصعيد اللبناني، اعتبرت القيادات اللبنانية ان الحكومة غير مستقيلة والوزراء مستمرون في أعمالهم، لكنهم في ظل عدم اجتماع مجلس الوزراء، فان وزارة المالية ستلعب دورا كبيرا في صرف المال العام من خلال ميزانية 2018 وتحديد موازنة كل وزارة.
وفي ظل غياب رئيس الحكومة من الطائفة السنية، فان رئيس الجمهورية اللبناني لن يعطي أي إشارة بأنه يقوم بدور رئيس الجمهورية ويملأ فراغ غياب رئيس الحكومة، بل سيبقى على اتصال مع الوزراء والاجتماع بهم، والحفاظ على كرامة رئاسة الحكومة للطائفة السنيّة، على أساس ما قرره الدستور اللبناني في الطائف.
لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة بات يمارس صلاحيات واسعة للغاية سواء على مستوى وزارة الدفاع وقيادة الجيش ام الأجهزة الأمنية وقياداتها ام التواصل مع الوزراء ممن يريد بحث شؤون وزارته مع رئيس الجمهورية ام يطلب منه رئيس الجمهورية ان يحضر الى قصر بعبدا للاجتماع به.