يوم السبت الماضي قدم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إستقالته من رئاسة الحكومة أثناء تواجده في العاصمة السعودية الرياض.
فاجأ الحدث الكثيرين وفي طليعتهم حزب الله بشخص أمينه العام السيد حسن نصر الله فأطل سريعا على الإعلام وقدم في خطبته الأولى تقييما أوليا وسريعا عن الحدث ثم عاد وفصل في خطبة ثانية الموضوع من كافة جوانبه.
إقرأ أيضا : ريفي عن جميل السيد : هيدي تحليلات أذكى ضابط عند الأسد
وحاول نصر الله في كلامه لفت الأنظار عن المشكلة إلا أنه مرر رسائل سياسية مبطنة لأصحاب الشأن ولا شك أنها وصلتهم، وعلى خلاف ما يقرأ جمهوره المتحمس لأي خطاب يقدمه الرجل فإن نصر الله وبعيدا عن أوهام النصر وفائض القوة الذي تعرض لأكبر ضربة جراء إستقالة الحريري ، قدم ثلاث تنازلات ظهرت في خطابيه الأخيرين وهي كالآتي :
1- إعترف نصر الله لأول مرة بالنفوذ السعودي في لبنان وأقر بذلك علنا عندما قال :" نحن نعترف بالنفوذ السعودي " وهي المرة الأولى التي يقولها نصر الله في زمن " إنتصاراته ".
2- في الخطاب الأخير أقر نصر الله بأن حزب الله سيعود من سوريا والعراق وهي إشارة واضحة للسعودية التي تنظم هذه الحملة عليه بسبب مشاركته خارج لبنان.
3- اللغة الهادئة التي ميزت خطابي نصر الله فلم يهدد أو يتوعد ولم يصف السعودية بعبارات قاسية ولم يهتف جمهوره " الموت لآل سعود " وحتى لم يصدر عنه موقف قوي وواضح إتجاه الأزمة اليمنية بعد قرار تحالف الشرعية إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية بل إكتفى بكلام هادىء ومقاربة سلسلة.
كل هذه التنازلات تمت في أسبوع واحد ، فهل هي حقا تنازلات أو مناورة من نصر الله لإطالة الوقت ؟