أكد مسؤولون أميركيون أن البيان المشترك للرئيسين الأميركي والروسي حول سوريا يؤكد التزام موسكو بالعملية السياسية في سوريا من خلال مسار جنيف وتطبيق القرار الدولي 2254.
وفي إيجاز للصحافيين، شاركت فيه "العربية.نت"، أكد المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن البيان إنجاز ضخم للدبلوماسية، وهو توافق أميركي روسي على مستقبل سوريا.
كما شدّدوا على أن الدولتين العظميين تريدان أن تبقى سوريا دولة موحدة وبدون عناصر أجنبية على أرضها، في إشارة واضحة إلى إيران والميليشيات التابعة لها التي دخلت إلى سوريا لدعم النظام السوري.

لا للحلّ العسكري
كان البيان المشترك حول سوريا أشار إلى اتفاق الرئيس دونالد ترمب والرئيس فلاديمير بوتين على أنه "لا يوجد حل عسكري للنزاع في سوريا". وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن دبلوماسيين من الطرفين عملا خلال الأشهر الماضية بقيادة وزير الخارجية ريكس تيلرسون لوضع هذا البيان المشترك، وأن الوزيرين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون وضعا لمسات أخيرة على هامش على البيان، خلال قمة الدول الأسيوية، وأصدر الرئيسان البيان فجر السبت بعد اكتمال التوافق الروسي الأميركي.
شمل التوافق الأميركي الروسي متابعة محاربة "داعش" للقضاء على التنظيم الإرهابي بشكل كامل، وهو يحتفظ الآن بـ5% فقط من الأراضي التي كان يسيطر عليها. كما شمل منع الاحتكاك بين الطرفين خلال هذه العمليات، خصوصاً ان القوات الروسية والأميركية بات على مسافة قصيرة جداً في الجو في أجواء دير الزور، فيما القوات المدعومة من الطرفين على مسافة أمتار في بعض الأماكن.

لا لميليشيات إيران في الجنوب
يشدد الأميركيون أيضاً على أن المرحلة المقبلة ستشهد أيضاً مرحلة تهدئة، وعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي خرج منها تنظيم "داعش"، وأيضاً منع النظام السوري من الدخول إلى هذه المناطق وفقاً لهذه الاتفاقات.
وكانت "العربية.نت" أشارت إلى هذه الاتفاقات في تقرير سابق منذ أسبوعين.
أكثر ما هو لافت أنه خلال الإيجاز الصحافي، أشار المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن روسيا، ومن ضمن الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية ومملكة الاردن، وافقت على أن تبتعد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من منطقة "جنوب غرب سوريا" وهذا مؤشّر واضح على أن الأردن وإسرائيل، من خلال الولايات المتحدة ومن خلال التحادث مع روسيا، كسبا مطلب إبعاد الإيرانيين وميليشيات حزب الله وغيرها عن حدودهما، وبالتالي لن يضطرّا لاتخاذ اجراءات إضافية لحماية أمنهما، كما أن النظام السوري التزم بحسب الأميركيين بعدم الدخول أو محاولة الدخول إلى هذه المنطقة خلال المرحلة الانتقالية.

بشار الأسد
التوافق على مصير الأسد
يبقى أن البيان المشترك للرئيسين ترمب وبوتين هو انتصار سياسي للتوافق بين الطرفين كما أنه تأكيد أميركي روسي بأن لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا.
المسؤولون الأميركيون لم يدخلوا في تفاصيل كثيرة عن المرحلة الانتقالية، لكنهم اعتبروا أن الموفد الدولي ستيفان ديمستورا يقود هذه العملية، وعليه أن يقرّر نقطة البداية.
أما ختام الأمور، بحسب تاكيدات الأميركيين، فيكون من خلال تعديلات دستورية في سوريا وإجراء انتخابات عامة يشارك فيها السوريون في الخارج. فقد أشار البيان المشترك حول سوريا إلى "التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، بما يشمل الإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة جميع السوريين، بما في ذلك من هم في الشتات".
وأشار المسؤولون في الخارجية الإميركية إلى أن "لا أحد يقول إن المرحلة المقبلة ستكون سهلة أو سريعة"، لكنهم شدّدوا مراراً على أن انتزاع التزام روسي هو إنجاز كبير.