شهدت التطورات المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري نشاطا متسارعا محليا ودوليا.
وكان لافتا تحذير وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الدول والجماعات من استخدام لبنان أداة لشن حرب أخرى أكبر بالوكالة في الشرق الأوسط قائلا إن الولايات المتحدة تؤيد بقوة استقلال لبنان.
وقال تيلرسون في بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية الجمعة “لا يوجد مكان أو دور شرعي في لبنان لأي قوات أجنبية أو فصائل أو عناصر مسلحة غير قوات الأمن الشرعية في الدولة اللبنانية”.
واعتبر تيلرسون أن واشنطن تعتبر سعد الحريري “شريكا قويا للولايات المتحدة”.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد صرح قبل ذلك أنه لا يوجد ما يشير إلى أن سعد الحريري محتجز في السعودية رغما عنه.
وقال تيلرسون إن نظيره السعودي أكد له أن الحريري اتخذ قرار الاستقالة “بإرادته”.
وشدد على أن الولايات المتحدة تدعم “حكومة لبنان الشرعية” و”تطالب الأطراف الخارجية الأخرى بعدم التدخل فيه”.
لكن تيلرسون أضاف أنه “إذا كان سيتنحى، كما أفهم الأمر، فعليه العودة إلى لبنان لجعل (الاستقالة) رسمية. آمل أن يفعل ذلك إذا كانت نيته لا تزال التنحي وذلك حتى تتمكن الحكومة اللبنانية من أداء مهامها كما ينبغي”.
وأكد بيان للخارجية الفرنسية أن باريس تريد أن “يكون سعد الحريري قادرا بشكل كامل على القيام بدوره الحيوي في لبنان”. وكان وزير الخارجية جان إيف لودريان قد قال قبل ذلك ردا على سؤال حول الحريري “نعتقد أنه حر في تنقلاته”.
لكن مراجع سياسية لبنانية محايدة دعت إلى إنهاء “الإشكال” المتعلق بغياب الرئيس الحريري عن البلد لإنهاء الحملة التي يسوّقها حزب الله وإيران في هذا الشأن.
وفي وقت سابق أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون قلقا لما يتردد عن وضع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.
جاء ذلك خلال اجتماعه مع سفراء المجموعة الدولية لدعم لبنان. وأكد عون على أن “البت في هذه الاستقالة ينتظر عودة الرئيس الحريري والتأكد من حقيقة الأسباب التي دفعته إلى إعلانها”، معربا عن قلقه “لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري وضرورة جلائها”.
هذا الموقف ساقه عون أيضا خلال لقائه القائم بالأعمال السعودي، وليد البخاري داعيا إلى عودة رئيس الحكومة إلى لبنان.
وأفاد بيان صدر عن مكتب الرئاسة الإعلامي، أن الطريقة التي حصلت بها استقالة الحريري من الرياض “غير مقبولة”.
نصرالله الأمين العام لحزب الله انضم هو الآخر إلى جوقة المطالبين بعودة الحريري، وهذا كما يقول متابعون ليس مستغربا، حيث أن حزبه من وجه الأزمة نحو هذا المسار وحصرها في هذه المسألة في حين أنها أبعد من ذلك فهو المسؤول الرئيسي عمّا آلت إليه الأمور سواء لناحية استقالة رئيس الوزراء أو في ما يتعلق بعدم عودته حتى الآن إلى لبنان وهي خشيته من التعرض لمصير والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي تم اغتياله في العام 2005.
وقال نصرالله في خطاب تم بثه عبر شاشات التلفزة في مناسبة حزبية، “الرجل محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان، هذا الأمر يجب أن يقال بوضوح وصراحة”.
وجدير بالتذكير أن حزب الله وفريقه 8 آذار كانا من انقلب على حكومة الحريري عام 2009، واضطرّ الرجل إلى مغادرة لبنان والبقاء في منفاه السعودي 5 سنوات دون أن تطالب تلك القوى بعودته.
ويقول مراقبون إن نصرالله يدرك استحالة تشكيل حكومة جديدة والتوافق على رئيس حكومة بديل عن الحريري وأنه يحشر المسألة في موضوع “مصير الأخير في الرياض”.
وقال هؤلاء إن حزب الله وحلفاءه يتهربون من مناقشة الأسباب التي عرضها الحريري في خطاب الاستقالة، وينفذون “كلمة سر” واحدة في التركيز على المطالبة بعودة رئيس الوزراء اللبناني.
واعتبر نصرالله ان استقالة الحريري “غير دستورية وغير شرعية، ولا قيمة لها على الإطلاق، لأنها أتت تحت الإكراه”.
وزعم أن لديه “معلومات” مفادها أن “السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان”.