قبّلت والديها قبل أن تذهب الى السهرة. كانت على طبيعتها مبتسمة، لا شيء يوحي بأنها المرة الأخيرة التي سيريانها فيها على قيد الحياة، حيث وُجدت في الصباح جثة غارقة بدمائها في غرفة نومها، بعدما أصيبت بطلق ناري في بطنها من بارودة صيد... هي فالنتينا رامز فاضل ابنة بلدة كوبّا البترونية التي صعق الجميع خبر موتها.
حالة ضياع
"لم يشعر والدي فالنتينا بعودتها الى المنزل الكائن في مار جرجس - جبيل، كما لم يسمعا الطلق الناري عندما خرج واستقر في بطنها. في الصباح دخلت والدتها فاديا صليبا لتفقدها فوجدتها جسداً بلا روح" بحسب ما قاله مصدر مقرب من العائلة لـ "النهار". ويضيف "عائلتها المؤلفة من والديها وشقيقتها ادفاني المتزوجة اضافة الى شقيقها موريس المتزوج والمقيم في كندا في حال من الذهول، يرفض أفرادها الحديث عن الموضوع، فهم في صدمة لا يصدقون أن ابنتهم سلّمت الروح".
مرض وعلاج
"عانت فالنتينا (18 عاما) مشاكل نفسية، وقد خضعت للعلاج منذ فترة، ومع هذا كانت امورها تسير بشكل طبيعي، انهت السنة الماضية دراسة البكالوريا في مدرسة الوردية قبل ان تتسجل اختصاص مختبر في الجامعة"، بحسب المصدر. صدمة وفاة فالنتينا أصابت كل من عرفها، أصدقاء والدها في شركة الكهرباء عبروا في اتصال مع "النهار" عن ذهولهم بخسارة زميلهم لابنته، حيث قال أحدهم: "لم يكن يطلعنا على مشاكله الخاصه، ولم يتوقع أحد ان تحل عليه كارثة كهذه، فوجئنا صباح اليوم بالخبر، لا شيء كان يوحي أن ثمة أمراً مريباً سيهز أركان العائلة".
ترجيح الانتحار
بعد اكتشاف الكارثة، حضرت الأدلة الجنائية وعاينت المكان، نُقلت فالنتينا الى مستشفى المعونات حيث كشف الطبيب الشرعي على جثتها. مخفر جبيل فتح تحقيقاً بالحادث، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي "التحقيق لايزال مستمراً مع ترجيح فرضية الانتحار".
في لحظة خطفت فالنتينا من وسط محبيها، أطفئت شمعتها التي كانت تنير كل زاوية من منزلها، ولفت المقرب من عائلتها "للأسف كان مشوارها في الحياة قصيراً، كانت كالفراشة اينما حلّت تضفي رونقاً وجمالاً، خسارتها جد كبيرة.
صبية في عمر الزهر تُقطف قبل أوانها، يحتفل غداً بالصلاة لراحة نفسها في كنيسة سيدة النياح في كوبّا وتزفّ عروساً.