رغم الموقف الرسمي لدول الإتحاد الأوروبي، وتمسكه بالإتفاق النووي مع طهران، إلا أنه لا يُخفى أن هذه الدول تُبدي قلقاً متزايداً حيال برنامج الصواريخ الباليستية في إيران، وهذا ما يؤدي إلى حصول تغييرات وتحولات في الموقف الأوروبي حيال إيران، خصوصًا في ظل الإتصالات دولية التي جرت خلال الساعات الأخيرة بغية تنسيق المواقف الدولية، والخروج بموقف دولي حازم ضد إيران.
المواقف الأوروبية تقترب من الموقف الأميركي
أقتربت المواقف الأوروبية من موقف واشنطن حيال إيران، وهذا ما أكدته مراجع دبلوماسية أوروبية، إذ أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمح أثناء مؤتمر صحافي عقده في دبي أمس الخميس، إلى إمكانية قيام بلاده بفرض عقوبات على إيران بسبب برامج الصواريخ الباليستية، كما واعترف "أن أنشطة إيران في المنطقة باتت مقلقة بشدة، وهو نفس القلق الذي قاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أسابيع إلى إعلان استراتيجية أميركية جديدة ضد إيران".
التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران
فيما يخص الصراع السعودي الإيراني، اعتبر دبلوماسيون أوروبيون، "أن التوتر الحالي المتصاعد بين السعودية وإيران بات يُقلق المجتمع الدولي برمته، وأن قرار الرئيس الفرنسي المفاجئ بالتوجه نحو الرياض، يعكس موقفاً فرنسياً متضامناً مع الرياض".
ومن جهة أخرى، لفتت مراجع فرنسية إلى "أن السجال الجاري حالياً بين الرياض وطهران، منذ استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وإطلاق صاروخ من اليمن باتجاه العاصمة السعودية، قد يفاقم المواجهة غير المباشرة بين البلدين ويسرّع من إمكانات نشوب حرب كبرى في المنطقة".
وتحدثت هذه المراجع عن "اتصالات دولية جرت خلال الساعات الأخيرة بغية تنسيق المواقف الدولية والخروج بموقف دولي حازم ضد إيران، يُفهم طهران أن السعودية لن تكون لوحدها في أي مواجهة محتملة، وأن التعرّض لأمن السعودية كما أمن الخليج هو خط أحمر لن يسمح لإيران بانتهاكه".