أكد رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ أنه "لا شك اننا في أزمة لكنها لا تختلف عن سائر الأزمات التي مررنا بها سابقاً، فكما انتصرنا على تلك الازمات سنستطيع ان نخرج من هذه الازمة أيضاً".

وأشار جعجع إلى أنّه "دائما هناك خطوات تجنبنا الهاوية التي كنا بالأساس نتجه إليها"، موضحاً أن "البعض ينظر إلى استقالة الرئيس سعد الحريري وكأنها بدأت الآن إنما هي نتيجة تراكم طويل وهناك دفع إعلامي بالإتجاه غير الصحيح".
 
كما لفت الى أنه "ليس صحيحا ان اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون تم بعد انقطاع"، معتبراً أن "اللقاء كان وديا والصورة تتكلم عن نفسها، فقد تكلمنا عن الازمة الحالية وشددنا على ان الرئيس قام بأمر جيد بعدم العجلة كماعبرت عن وجهة نظري للرئيس بأنه يجب ان نذهب إلى صلب الموضوع وكان يستمع إلي".
 
وشدد جعجع على أنه "أفهم ان دار الافتاء هي دار لكل اللبنانيين وهي دار سلام وليست دار سجالات سياسية"، مشيراً الى أن "الوضع الحالي لا يمكن شرحه بتصريح مقتضب لذلك فضلت ان أتكلم اليوم، ولقد فهمت من سماحة المفتي دريان أنه سيكون لديه لقاءات لرؤساء حكومة سابقين".
 
كما ذكر أن " القصة بدأت منذ زمن منذ لحظة تشكيل الحكومة، البعض ينظر إلى استقالة الحريري على انها حصلت نظرا لظروف حصلت مؤخرا لكن ذلك خطأ فهي حصلت نتيجة تراكمات"، موضحاً أن "الاتفاق كان ينص على ان تكون الحكومة حكومة ربط نزاع ووضع المواضيع الخلافية على حياد، في تشرين الثاني 2016 قام حزب الله بعرض عسكري في القصير أخذ أبعاد كبيرة وتشكلت الحكومة وكان الحزب في أول شهرين جيد، ووصلنا إلى نيسان 2016 حين قام حزب الله بجولة اعلامية على الحدود وعندها اضطر الحريري إلى اقامة جولة على الحدود مع قائد الجيش ليقول انه هناك حكومة في البلد ولملم الوضع وفي حزيران 2017 قام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بتصريح أعلن من خلاله انه في المواجهة المقبلة ستفتح الحدود أمام المواجهين العرب"، متسائلا "كيف ستفتح الطريق أمام مئات الآلاف من المجاهدين؟".
 
وتابع القول أنه "وصلنا إلى شهر آب عندما طرح تبادل الزيارات بين الوزراء مع سوريا، كما طرح موضوع التطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد في جلسة الحكومة حينها وأتذكر ان الحريري أشار الى أنه اتفقنا اننا لا نريد طرح مواضيع خلافية وتوقف البحث به وإذا بعد يومين يزور وزير لبناني سوريا... أنا أقول ضعوا نفسكم مكان الحريري".
 
كما ذكر جعجع أنه "في آب أيضا حصلت معركة فجر الجرود وهي من أجمل المعارك التي قام بها الجيش اللبناني "وفجأة قام حزب الله بالتفاوض مع داعش، وقام بالتفاوض ضد كل المصالح اللبنانية وهذا الامر كان يجب ان يقوم به الجيش"، مشيراً الى أن "الحريري فضل ان يقول انه على علم بالموضوع على ان يقول انه لا علم له به، ووصلنا إلى تشرين الاول حين صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني انه لا يمكن اتخاذ أي قرار في لبنان إلا وتكون إيران وراءه ولهذا السبب استقال الحريري لأن هذا الأمر اقترب لأن يكون صحيحا وهذا الامر لا يريده اللبنانيون، وأتينا بعدها إلى أوراق اعتماد السفير السوري عندها طفح الكيل، وخلال فترة ولاية الحريري نصرالله هاجم السعودية عدة مرات".
 
واعتبر جعجع أن "السعودية قالت انها قبلت بالتسوية لتسوية وضع لبنان وليس لوضع لبنان بيد إيران"، مشدداً على أنه "لا يمكن ان نقبل بأن يكون لبنان في المحور الإيراني ولا في أي محور آخر".
 
وأعلن أن "أن التسوية الرئاسية لم تسقط وسنقوم بكل ما يمكننا القيام به كي لا تسقط، إنما التسوية الحكومية فقد سقطت".
 
ورأى جعجع أن "المسؤولين السعوديين ممتعضون من كل ما يحصل في لبنان"، مؤكداً أنه "لم أتفاجأ باستقالة الحريري لكنني تفاجأت بالتوقيت، كنت أشعر ان ذلك سيحصل لكني كنت أتسائل عن التوقيت"، لافتاً إلى أنه "متأكد ان الحريري يعود عن استقالته اليوم اذا تراجع "حزب الله" عن سلوكياته وسلم سلاحه، والدولة هي المقاومة، ولا تجوز ازدواجية الدولة والمقاومة".

وتطرّق جعجع إلى موضوع الحكومة، مشيراً إلى أنّ "اليوم الحكومة لم تعد قائمة إلا كحكومة تصريف أعمال، والموضوع الأساس إنفتح على مصراعيه وسنتحدث عنه يومياً لإيجاد الحلول"، مؤكداً أنه يؤيد إرادة الشعب المطالة بحكومة التكنوقراط لافتاً إلى أنّ "حكومة التكنوكراط لا تكفي بمفردها، وعليها ان تأخذ بعين الإعتبار اسباب إستقالة الحريري. إما ان يصبح لدينا دولة في لبنان وإما الامور لن تسير كما يجب، والحديث عن تحالف سعودي – أميركي هو رد فعل عما يحصل في المنطقة".

من جهة أخرى، أكّد جعجع أنّ "الرئيس ميشال عون هو رئيس قوي و"معبي مطرحو"، وكذلك الرئيس الحريري، فلماذا لم يتحسن الوضع المعيشي والإقتصادي؟، بكل بساطة لأن المسار خاطئ، ويوجد مشكلتان اساسيتان، اولاً إقحام لبنان بأزمات المنطقة من خلال سلاح فريق معين، والفساد المستشري في الدولة".

وأوضح جعجع ألا مؤشرات لديه لأي ضربة عسكرية ضد "حزب الله"، قائلاً إنه "في النهاية مشكلة "حزب الله" مشكلتنا نحن كلبنانيين لأننا لا نستطيع ان نستمر بدولتين. واعتبر ان سعد الحريري قام بإنتفاضة على الوضع غير السوي في البلد".

وشدّد على أنه لم يلاحظ في المملكة اي اتجاه الى ترجيح الكفة بإتجاه تعيين بهاء الحريري رئيساً للحكومة، مشدداً على أن "نحنا و"الأزرق" بدنا نشوف شو بدنا نعمل تنخلص لبنان".
 
هذا وتناول جعجع ملف الإنتخابات، فأشار إلى أنّ "بالطبع حكومة تصريف الأعمال قادرة على الإشراف على إجراء الإنتخابات النيابية، وبإستطاعة وزارة الداخلية ان تنص تقريراً عن التفاصيل في القانون الإنتخابي الجديد وترسله الى مجلس النواب، كما أنّ الضرورة ليست بالتفاصيل إنما بإجراء الإنتخابات".

وشدّد جعجع على أنه في القانون الانتخابي الحالي لم تعد التحالفات مهمة كالسابق، لافتاً إلى أن "الوزير جبران باسيل لديه حاصله الانتخابي في البترون وأحداً لا يمكنه اخذه منه. وعلاقتنا مع "المردة" لها هدف استراتيجي لطي صفحة وجرح الماضي، وعلاقتنا بدأت منذ 3 سنوات".

وعن العلاقة مع حزب "الكتائب"، رأى جعجع أنه "بعد محاولات عديدة للتواصل ولقاءات لترطيب الأجواء، نتفاجأ السبت بتصريح عن محاصصة بيننا و"التيار" من قبل رئيس الحزب النائب سامي الجميل"، مشدداُ على أنّ "الكتائب" يعزون علي".