فقد ذهب بعد اغتيال الرئيس بشير الجميل في تصريحٍ لصحيفة "اللوموند" بتاريخ ١٤ أيلول ١٩٨٣، بتشبيه حكم الأسرة (الجميل) والحزب (الكتائب) بالطريقة "السوموزية" (سوموزا أحد أشهر حكام نيكاراغوا استبداداً خلال منتصف القرن الماضي)، حين لاحظ أنّ في لبنان رئيسان للجمهورية (الأب والابن)، وقائدان للجيش، واحد يقود الجيش النظامي، وآخر يقود "القوات اللبنانية"، والعائلة تحكم الحزب والحزب يحكم جزءاً من البلد ويُسيّر الشرعية واللاشرعية في آنٍ معاً.
إقرأ أيضًا: إستقالة الرئيس الحريري ... الإحباط السُّنّي في ذروته
لو عاد ريمون إدّه من عليائه لعلّق بالقول: "ما أشبه الليلة بالبارحة، عندنا رئيسان للجمهورية (الأب والصهر)، وقائدان للجيش، واحد يقود الجيش النظامي من اليرزة، وآخر يقود جيش المقاومة من ضاحية بيروت الجنوبية، العائلة تحكم في بعبدا وتستأثر بالمناصب الوزارية والإقتصادية والإجتماعية والدبلوماسية، وحزب الله يحكم أجزاء متفرقة من البلد، ويُسيّر الشرعية واللاشرعية معاً.
هذا ما آلت إليه التسوية الرئاسية البائسة التي عُقدت لعامٍ مضى، وهاهي اليوم تقذف بأحد أبرز مُكوّناتها رئيس الحكومة خارج البلد، بانتظار الكوارث، على أنواعها، والتي بشّرنا بطلائعها بالأمس معالي وزير الداخلية.
عشتم وعاش لبنان، يا شعب لبنان العظيم.