بعد أن شكلت إستقالة الرئيس سعد الحريري صدمة للوسط اللبناني واختلفت التحليلات وراء أسباب الإستقالة، وضعت المملكة العربية السعودية حداً لما يطال الرئيس الحريري ومصيره من أخبار غير موثوقة، إذ لاحظت مراجع لبنانية، "أن اللقاء الذي جمع الحريري بالسفير السعودي الجديد في لبنان الأحد الماضي، واللقاء الذي جمعه الاثنين بالملك سلمان؛ يمثلان رداً سعودياً مباشراً عن منزلة الحريري الرفيعة لدى الحكم في المملكة".
وشرحت مصادر سياسية لبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، "أن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وجد نفسه بعد جولة أخيرة من المحادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يتابع تغطية تصرّفات حزب الله في لبنان، وإمّا رفع الغطاء الحكومي عن هذه الممارسات".
وقالت المصادر "إن الحريري فضّل تقديم استقالته، خصوصاً في ظلّ الأجواء السائدة في لبنان والتي تذكّره، بتلك التي سادت في مرحلة ما قبل اغتيال والده في الرابع عشر من فبراير 2005" على حد قوله.
وذكرت المصادر، "أن ما دفع الحريري إلى إحداث "صدمة الإستقالة"، أن لبنان مُقبل على استحقاقات مالية كبيرة في الأشهر القليلة المقبلة، وذلك في ظلّ إصرار أميركي وأوروبي وعربي على محاصرة حزب الله مالياً وتجفيف موارده".
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "العرب"، إلى "أن الحريري أبدى تخوّفه من انهيار اقتصادي في البلد في حال إصرار إيران على ممارسة المزيد من الضغوط على الدول العربية مستخدمة حزب الله كأداة تدخّل لها في أكثر من مكان في المنطقة".
وتضيف الصحيفة وفقاً لمراقبين "أن لبنان دخل مأزقاً حقيقياً بعد استقالة الحريري، وأن مسألة عودته إلى لبنان لن تكون مخرجاً للأزمة الحقيقية".
ومن ناحيتها تؤكد مصادر برلمانية، "أن المزاج السعودي المصري الأميركي لن يسمح بإيجاد شخصية سنية بديلة عن رئيس الحكومة المستقيل بسهولة، وأن الظروف التي أتاحت قبول نجيب ميقاتي ليتبوّأ هذا الموقع بعد الإنقلاب الذي أطاح بالحريري وحكومته عام 2011 قد تغيرت، وأنه لم يعد مقبولاً تجاوز ما يمثله الحريري في لبنان وفي المنطقة".