عندما عاد الرئيس سعد الحريري إلى لبنان منذ عامين تقريبا بعد رحلة تغييب دامت حوالي ثلاث سنوات ، كان حاملا معه ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
حصل بعدها تفاهم معراب ورشحت القوات اللبنانية الجنرال ميشال عون للرئاسة ولحق بها فيما بعد سعد الحريري الذي تبنى هذا الترشيح.
جاء ترشيح الحريري بعد إتفاق حصل بين مدير مكتب الحريري نادر الحريري ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون نوقش من خلاله كل ملامح وتفاصيل المرحلة المقبلة وكان أهمها تسلم سعد الحريري رئاسة الحكومة.
لكن فيما بعد ظهر أن هذا الإتفاق بات يتحكم بمفاصل الدولة وأزعج العديد من الأفرقاء اللبنانيين كالرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
إقرأ أيضا : بيانٌ وزاري خالٍ من كلمة «مقاومة»؟
فأصبحت كل الملفات التي يتم طرحها في الحكومة يتم الإتفاق عليها مسبقا بين نادر الحريري وجبران باسيل وكان يظهر موقف التيارين موحدا في العديد من القضايا على قاعدة المحاصصة والصفقات بإستثناء الفترة الأخيرة والإشكالات التي بدأت تظهر بعد لقاء باسيل بوليد المعلم في نيويورك.
أما اليوم وبعد إستقالة الحريري من الحكومة فقد تم الإطاحة بكل هذه التسوية وكل ما كان من الإمكان تحقيقه في المستقبل لو إستمرت التسوية.
ويفهم من تصريحات الدوائر الإعلامية المحيطة بالحريري إصرارها على التأكيد أن مرحلة ما بعد الإستقالة ليست كما قبلها وبالتالي أصبح إتفاق نادر وجبران من الماضي.
فالمرحلة الجديدة ستتطلب تسوية جديدة وبشروط جديدة.