ونقلت روزن عن محللين تلميحهم إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية قد تكون فعلاً بصدد إجراء محادثات سرية مع دمشق لإطلاق سراح الأميركيين المختطفين في سوريا، واعتبارهم أنّه من شأن هذا النوع من المحادثات أن يكون مفيداً؛ إذ يمكن لواشنطن عبرها نقل المخاوف الأمنية مباشرة لدمشق وذلك في الوقت الذي تتقّدم فيه القوات المدعومة أميركياً على "داعش" في سوريا وتقترب من القوات السورية المدعومة روسياً وإيرانياً، وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة ضمان عدم إقامة إيران وجود قدم لها في سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
في هذا الإطار، ذكّرت روزن بأنّه سبق لمدير الـ"CIA" السابق مايك بومبيو أن فتح قناة سرية مع مملوك بعد توليه منصبه في كانون الثاني الفائت بهدف تحرير الصحافي الأميركي أوستين تايس الذي يُعتقد أنّ قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد خطفته في العام 2012.
وفيما لفتت روزن إلى أنّ تقرير "رويترز" تحدّث عن وجود مواطنين أميركيين آخرين محتجزين في سوريا بمن فيهم عملاء للـ"CIA"، نقلت عن مسؤول أميركي سابق قوله: "لا أعرف لم يقدم المرء على التطرّق إلى هذه المسألة (تحرير الأميركيين المختطفين) خلال هذا الاجتماع في دمشق"، واعتباره أنّ الحديث في هذا الشأن يمكن له أن يتم خلال ثالث أو رابع اجتماع يتم بين الطرفين. وقال هيراس: "حتى حينذاك، ستكون الأسباب الدافعة إلى تناول هذه المسألة قليلة جداً فيما ستكون الأسباب الدافعة إلى عدم تناولها كثيرة جداً"، ملمحاً إلى أنّ الحديث عن حصول اجتماع من هذا النوع في بيروت أكثر منطقة بالمقارنة مع رواية "رويترز".
في السياق نفسه، نفى نيكولاس هيراس، الباحث الأميركي في "مركز الأمن الأميركي الجديد"، أن تكون الولايات المتحدة بإرسالها مسؤولاً إلى دمشق تتقرّب من سوريا، مشيراً إلى أنّه يُراد لهذا التواصل أن يكون مؤقتاً.
وشرح هيراس بأنّ المفيد بالنسبة إلى الجانب الأميركي يتمثّل بإزالة الوسيط بينه وبين الجانب السوري، مثل روسيا، وبالتالي قدرة الولايات المتحدة على القول في وجه النظام السوري إنّها لن تقبل بتحركات عدائية ضد شركائها مثل إسرائيل.
وتابع هيراس بالقول إنّ ما حصل يبعث إشارة إلى طهران وموسكو تفيد بأنّ الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى الاعتماد عليهما لقول ما تريد للرئيس السوري بشار الأسد عندما تريد ذلك.
( Al-Monitor)