ركب دراجته النارية وانطلق، من دون ان يتوقع انها الرحلة الاخيرة، وان شبح الموت ينتظر مروره على طريق عام صريفا، ما إن وصل حتى دهسته آلية أشغال بعدما فقد سائقها السيطرة عليها نتيجة عطل طرأ على مكابحها.
وقع ابن الحادي والعشرين أرضا، مفارقاً الحياة على الفور. هو هادي قشمر الشاب الهادئ الذي غادر محبيه الى الابد.
وفي التفاصيل، انه عند نحو الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر امس حلت الكارثة على عائلة قشمر، وبحسب ما شرحه مختار بلدة صريفا حسين كمال الدين لـ"النهار" : "كان هادي متوجهاً الى محل تصليح عجلات في بلدته، صودف مرور "زفاتة" بعدما انتهت من مهمتها، الا ان القدر شاء ان تتعطل مكابحها. وبعدما حاول سائقها السيطرة عليها، فشل فدهس هادي على الفور، حيث اتت الضربة على رأسه".
الخبر وقع كالصاعقة على عائلة قشمر المؤلفة من ثلاثة اشقاء وشقيقتين، ولفت كمال الدين الى انه "لا يمكن وصف حالة اهله، لا سيما والدته عند معرفتها خسارة فلذة كبدها، ووالده الذي اعتاد مرافقة ابنه الذي كان يعمل معه في مجال تصليح السيارات، فقد انهار من هول المصاب، اذ كيف للجميع تصديق ان من كان معهم قبل ساعات لن يعود الى منزله من جديد".
خوذة... بين الحياة والموت
"هادي لم يكن يضع خوذة اثناء قيادة دراجته" بحسب ما قاله المختار، على الرغم من انه كما قال الخبير في السلامة المرورية كامل ابرهيم لـ "النهار": "شيء اساسي جدا لحماية رأس سائق الدراجة هو الخوذة، لذلك تم التشديد عليها في قانون السير الجديد، ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة اكبر بكثير ممن يضعها، لكون اي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم انه ينبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلدة منها والتي ينبغي منع بيعها في السوق".
ابرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد رقم 243 والتي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.
اما المخالفة فتقع ضمن جدول مخالفات الفئة الأولى وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربط الخوذة، خوذة غير قانونية، في حين ان الغرامة تبلغ 50.000 ليرة لبنانية.
وعن ملاحقة قوى الامن مخالفات الدراجات النارية، قال: "الامر مرتبط بآلية عملهم، حيث يتم التشدد في مناطق اكثر من اخرى، وكل فترة نراهم يتشددون على مخالفات معينة".
اصدقاء هادي نعوه في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم بلال علاو الذي كتب: "بتعرف شغلة ياعمري ما شفت حدن هلقد حبها لاختي ولا رح يجي متلك، انت فليت هلق وتركت كل شي، تركت اختي وتركتني وتركت اهلك. هادي انت قلت لاختي رح ضل حبك من هلق حتى موت وانت عنجد متت انت وبتحبها واختي بتحبك وانا بحبك وكلنا منحبك...".
وكتب علي كمال الدين: "الوداع أصعب كلمة ينطقها العشاق.. كلمة تحمل في طياتها دموع وآلام وآهات.. هي بمعناها جرح وجرح.. ولكن ليس أي جرح.. إنه كبير وعميق. #هادي_خيي_رح_نشتقلك".