أنقذت العناية الإلهيّة أحد عمّال التنظيفات في منطقة عاليه بعد أن تلقّى عدة ضربات على رأسه بواسطة "الرفش "من قبل زميله لرفضه مساعدته له في مهامه.
وقائع الحادث أوردها حكم صادر عن محكمة جنايات جبل لبنان جاء فيه أن كلّ من السوريين "محمد. ق" و"ابراهيم .ع" كانا يعملان في نطاق بلديّة كيفون بصفة عامل تنظيفات، بحيث يقوم كلّ منهما بإتمام أعمال التنظيف في أماكن معيّنة يُحدّدها لكلّ منهما مسؤول التنظيفات.
بتاريخ الحادث (1 تموز 2016)، باشر الإثنان أعمال التنظيفات المحدّدة من قبل المسؤول عنهما وبعد أن أنهى "محمّد" ما كُلّف به، طلب منه "ابراهيم" مساعدته في انجاز عمله. رفض "محمّد" الأمر بحجة مراجعة المسؤول عنهما فما كان من "ابراهيم" إلّا أن تناول رفشاً وضرب به زميله "محمّد" على رأسه وصدره.
استدعت إصابة عامل التنظيفات نقله إلى مستشفى في صيدا، حيث أُخضع لعمليّة جرحيّة في الرأس بعد إصابته بجرح بليغ في الجبهة مع كسر مركب بالعظم الجبهي الأيمن ووجود نزيف قليل دماغي، وتمّ نزع العظام المحطّمة في العملية وتقطيب الجرح الحاد ونال تقريرا طبيّاً يخلص إلى حاجته للعلاج في المستشفى لمدة ستة أيام وللتعطيل عن العمل لمدة عشرين يوماً.
خلال التحقيق اعترف "ابراهيم" بضرب زميله بالرفش بحجة أن الأخير وجّه له عبارات سيئة وقذفه بحجر أصابه في كتفه، مشيراً إلى أنّه لمّا حاول ردّ الحجر عنه بواسطة الرفش أصاب "محمّد" في رأسه مقرّاً أنّه دخل الأراضي اللبنانية خلسة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود اعتبرت في حيثيات الحكم، أنّ الضربة التي تلقاها المتهم هي ضربة قوية وليست مجرّد إصابة طفيفة ناجمة عن محاولة المتهم تجنّب إصابته بالرفش، ولأن رأس الإنسان هو من الأماكن الحسّاسة التي يمكن إن تعرّضت للضرب أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يصار إلى معالجة المصاب بالسرعة المطلوبة، فإنّه من الثابت أن المتهم حاول قتل زميله، غير أنّ نقله إلى المستشفى وخضوعه لعمليّة جراحيّة حال دون تفاقم وضعه. ولأنّ المصاب عاد وأسقط الدعوى عن الجاني فإنّ المحكمة منحت المتهم الأسباب التخفيفية وقضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة به مدة 15 عاماً وتخفيضها إلى ثلاث سنوات على أن تحسب له مدّة توقيفه.