إعتبر أمين عام التحالف المدني الإسلامي الدكتور أحمد الأيوبي في مقابلة مع موقع لبنان الجديد أن إستقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة تأتي في " سياق تراكمات عديدة حصلت في لبنان منذ التسوية الرئاسية قبل عام والتي أدت نتيجة تداعياتها السلبية إلى حالة غضب عارمة وإحباط واسع النطاق في الشارع السني من سياسات الحريري لدرجة أن مسؤولي تيار المستقبل لم يعودوا قادرين على تقديم خطاب مقنع لتبرير سياسات الحريري أمام جمهورهم ما إنعكس تخبطا وشرخا كبير في هذا الشارع وتراجعا غير مسبوق لتأييد الحريري فيه ".
وقال الأيوبي جوابا عن سؤال حول ما أدلى به من معلومات منذ أسبوع عن توجه لإستقالة الحريري أنه كان " يملك خيط من المعلومات مرتبط بسياق سياسي معين عمره عام من التراكمات السياسية التي خلقت هذا الإحباط السني والذي فجره وشكل القشة التي قصمت ظهر الحكومة ، لقاء الحريري بولايتي بالأمس بعد زيارة الحريري الأولى للسعودية."
ولفت الأيوبي إلى أن " المملكة العربية السعودية أبدت عدم ممانعتها أن يبقى الحريري داخل الحكومة ويواجه من داخلها ، وأن يتصدى لمحاولات التطبيع مع النظام السوري.. لكنه بدلا من ذلك قام بالعكس ، عبر تعيين سفير لبناني في دمشق أو لقاء مسؤول إيراني مستفز وعدائي مثل ولايتي في لحظة مواجهة سعودية مع إيران ، خصوصا أن اللقاء كان صادما من حيث التوقيت والشكل كون ولايتي ليس وزيرا أو رئيس حكومة ، وكان بالإمكان تجنب لقائه ".
وأضاف الدكتور الأيوبي أن " التوازن الوطني قد إختل في لبنان ومفاعيل التسوية كان لها آثار سلبية خصوصا على بعض المكونات اللبنانية الأساسية في البلد " معتبرا أن " العمق السني تهمش وتضرر وضرب في الدولة مع التعيينات القضائية والدبلوماسية الأخيرة التي حصلت وإجتياح هيئة "أوجيرو" من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر " متساءلا " كم يلزم من الوقت للتعويض عن هذه الخسائر التي وقعت ؟"
ورفض الأيوبي وصف إستقالة الحريري بالإنجاز قائلا :" ليس من الجدوى محاولة إستعطاف الناس وتصوير ما قام به الحريري بالأمر الشجاع لأنه إرتكب أخطاء فادحة."
إقرأ أيضا : المستقبل: للتنبه والتبصر في المخاطر التي يتعرض لها لبنان
وأضاف أن " الحريري حتى لو إمتلك مال قارون و سلطان ذي القرنين لن ينجح في السياسة ولا في الأعمال إذا لم يغير منهجه السياسي الذي أوصله إلى فشل سياسي على المستوى العام وفشل مالي على المستوى الخاص " لذلك " هذه السياسات التي قام بها الحريري عليه أن يتراجع عنها علنا وأن يستبدل فريق عمله الذي أورده المهالك السياسية والمالية والإقتصادية."
وطالب الأيوبي " بإعادة بناء الصف وإستعادة الفريق الذي يمنح الحريري الحصانة والحماية في عمق بيئته الحاضنة برجال وقفوا معه وحصنوه وحصنوا قراراته وخففوا منسوب الأخطاء."
وشدد على " إنهاء توجهات الإستفراد والإقصاء لكل الطاقات السنية والوطنية الحريصة على سعد الحريري ومدرسة رفيق الحريري والتي أصبح معظم رموزها ومن يمثلها خارج دائرة سعد الحريري".
وعن آفاق المرحلة المقبلة قال الأيوبي أن "الرئيس نجيب ميقاتي يعارض ولن يقبل ترؤس حكومة في هذه الظروف القاسية وفي ظل رئاسة الرئيس عون الذي إمتنع عن إنتخابه ويستمر في معارضته.
أما الوزير السابق عبد الرحيم مراد فعلى الرغم من تقاربه مع المملكة في بعض الملفات إلا أنه لا يزال على علاقة وثيقة بحزب الله ولديه طموح سياسي لترؤس الحكومة " ولكن" لا أعتقد أن أي زعامة سنية في هذا الوقت تستطيع تحمل هذا الوزر ويجب العودة إلى ثوابت دار الفتوى لتحصين أنفسنا حتى لو كنا خارج السلطة ".
وإعتبر أن " الإنتخابات في خطر اليوم لكنها تبقى الطريقة المثلى لأي عمل سياسي ووطني في البلد ".
وشدد الأيوبي ردا على سؤال " على قدرة اللبنانيين على الصمود في وجه طغيان "حزب الله" وعلى أهمية ملاقاة الموقف العربي السعودي ، داعيا إلى تسريع خطوات إنطلاق المبادرة الوطنية بإعتبارها الفرصة المناسية شكلا وتوقيتا لمواكبة التحديات التي يواجهها لبنان بعد إستقالة الحريري".