أيدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ما نشر الإعلام الإيراني قبل أسبوع من أن الرئيس الإيراني حسن روحاني رفض طلب نظيره الأميركي دونالد ترامب بلقاء على هامش الإجتماع الأممي الأخير في أيلول الماضي.
وبينما أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الخبر دون إعطاء تفاصيل متكتما عن الوساطة الفرنسية إلا أن نظيرته الأميركية سارا سندرز نفت المعلومة.
وعادت صحيفة واشنطن بوست بعد مرور أيام إلى الخبر لتؤكد صحتها على لسان مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية الذي برر طلب الرئيس الأميركي لقاء نظيره الإيراني بالقول: " إن الرئيس ترامب كان يريد من خلال اللقاء أن يحذر الرئيس روحاني من إستمرار تصرفات بلاده في الشرق الأوسط وتوعده بمواجهة الولايات المتحدة بحال إستمرار دور إيران المزعج."
أضافت واشنطن بوست أن الرئيس ترامب بعد خطابه في الأمم االمتحدة- الذي عبر عن إيران بأنها دولة مارقة- بساعات طلب زيارة نظيره الإيراني من وزير خارجيته ريكس تيلرسون.
وتنفيذا لهذا الطلب الرئاسي طلب تيلرسون من الرئيس الفرنسي ماكرون أن يتوسط لدى الرئيس روحاني.
إقرأ أيضًا: التحالف الشيعي الأرثوذكسي (الإيراني الروسي)
وبالرغم من أن ماكرون أكد للطرف الأميركي بأن الإيرانيين يعتبرون هذا الطلب، خدعة ولكنه أبلغ روحاني بطلب ترامب لقاءه إلا أن الرد الإيراني جاء حاسما وهو الرفض.
وهكذا أصيب راعي البقر الأميركي بخيبة أمل أمام لاعب الشطرنج الإيراني.
تظهر تلك الفضيحة أن ترامب لا يجيد الدبلوماسية لا لغتها ولا لعبتها ولا التوازن بينهما حيث أن لقاء بهذا المستوى والذي يمكن التعبير عنه بأهم لقاء خلال العقود الأخيرة بحال تحققه لن يحدث بفعل طلب بسيط بدون تهيئة الأرضية الملائمة التي يرتبها عادة وزراء خارجية وليس رئيس ثالث!
هل تخيل ترامب بأن رئيسا إيرانيا يقبل بأن يجتمع معه ليتقي شتائمه وتحذيره ونصائحه وسينتهي وينتصح ويخضع لإرشاداته؟ إن شتائم ترامب وتهديداته تصل إلى مسامع الإيرانيين عبر الإعلام إلا أن ليس هناك أذن صاغية لها في إيران وإذا تمكن سلفه أوباما من كسب ثقة الإيرانيين قبيل المفاوضات النووية عبر لغته النزيهة المحترمة إلا أن ترامب أحرق رصيد بلاده عند الشعب الإيراني ناهيك عن الحكومة.
خاطب الرئيس روحاني الرئيس ترامب بأنك تدعو كوريا الشمالية إلى المفاوضة ولكن التفاوض معكم جنون لأنكم لستم قابلين للثقة وتنقضون عهودكم وعقودكم في إشارة إلى تملص ترامب من تعهدات بلاده في تنفيذ الإتفاق النووي.