يقول والد الطفلة الأيقونة "إيلا" طنوس، إن القرار الظني الذي صدر في قضية ابنته وظنّ بمسؤولية ثلاثة أطباء بالتقصير والإهمال في مستشفيات المعونات وأوتيل ديو والجامعة الأميركية غير قابل للإستئناف، إلا أن مستشفى المعونات قامت بتقديم طلب استئناف لتضييع الوقت، ويسأل: إذا كانت المستشفى غير معنية بالتقصير الذي حصل وتضع اللوم على الطبيب عصام معلوف، فلماذا تطالب بالإستئناف؟ أليس البريء هو أكثر من يستفيد من إبراز الحقيقة ومحاكمة الظالم؟".
"إيلا"، من لا يعرف ذلك الملاك البريء الذي تسبب لها الإهمال بوجع جسدي ونفسي لن تمحوه السنون. قد تكون كلمة الإهمال قليلة، هنا أيضاً سلسلة أخطاء طبية ابتداء في تشخيص حالتها التي تفاقمت واستدعت بتر أطرافها الأربع يديها ورجليها. أيلا أصبحت الآن بعمر الثلاث سنوات ونصف، وهي تذهب الى المدرسة كباقي الاطفال بمساندة محبيها عامةً وأهلها خاصة، لكنها بدأت تلاحظ أنها مختلفة عن أقرانها، وهنا باتت أقرب فأقرب الى المواجهة الأصعب.
لا ييأس هذا الوالد. ولا يريد ذلك، يأخذ نفساً عميقاً ثم يكمل في حديث إذاعي آخر تطورات قضية ابنته: "الأطفال يسألون إيلا في المدرسة عن وضعها ويستغربون، أما هي فتأتي إلينا مسرعة وتسأل ببراءة وعفوية: بابا لماذا أنا لست مثل بقية الاطفال، أين يداي ولماذا أعاني من صعوبة في المشي؟ وهل سيكون لدي يدين طبيعيتين في المستقبل؟" إختار الأب أن يكون صادقاً مع إبنته. واجهها بالحقيقة الصعبة وقال لها: ايلا انتي مرضت حين كنتي صغيرة، وقد خيرونا بين موتك وبين بتر يديك ورجليك، وطبعاً اخترنا الاختيار الثاني، مع أنه صعب. تصمت إيلا لبرهمة ثم ببراءة طفلة واجهت مصيبتها الأبدية في عمر لا يليق به الا اغتراف الفرح والضحك واللعب وتقول لأبيها: "Ca Va" بابا معليش، ما تزعل".
أمام هذا الحوار، ذرف الدموع ليس سوى تحصيل حاصل طبيعي، هنا تفيض كل المشاعر الإنسانية دفعة واحدة، الحزن والغضب، العطف والإكبار. أما إيلا فلا يسعها إلا مواجهة قدرها بكل مراراته، ولا يسع القضاء إلا معاقبة الجاني والمقصّر مهما كان، وتسريع المحاكمة حتى ترتاح هذا العائلة التي تحولت حياتها فجأة رأساً على عقب.
"إيلا" تتحسن اليوم لكن ببطء، يقول والدها: "سننتظر سنة وإن لم يستمر التحسن سنضطر إلى إخضاعها لعمليات أخرى قد تكون مؤلمة جداً.. ".