بعنوان عبر الأردن وببطاقات هوية فلسطينية: مئات الإسرائيليين يتدفقون الى لبنان على أنّهم سيّاح، أسدل الكاتب جاك خوري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية الستار عن معلومات جديدة
 

وكشف الكاتب أنّ رجال دين مسيحيين في الجليل ينظّمون جولات سياحيّة إلى أماكن مقدّسة في لبنان، موضحًا أنّ مجموعات من كلّ الأعمار، أحيانًا تتكوّن من أكثر من 50 شخصًا، يقضون أسبوعًا في لبنان، في رحلات ينظمها رجال دين في الجليل.

وقال أحد المنظّمين للصحيفة: "إنّها ليست رحلات تحت الأرض أو تسلّل، إنّها عمليّة منظّمة جدًا، ولكن بسبب حساسيتها، نحاول أن نتركها بعيدة عن الأضواء. إنّها زيارة دينية بامتياز، كما يذهب المسلمون الى مكة والمدينة، نذهب الى الأماكن المسيحية المقدّسة في لبنان".

وقال الكاتب: "عندما زار البابا فرنسيس إسرائيل في أيار 2014، رافقه البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي، الذي تجاهل الإنتقادات حينها، وزار المجتمعات المسيحية في إسرائيل، وجال في حيفا ويافا، كذلك ذهب الى كفر برعم في الجليل الأعلى. والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس واقترح خطة لمساعدة المسيحيين الإسرائيليين أي "عرب 48" لزيارة الأماكن المقدّسة في لبنان. وبدأت كنائس في إسرائيل ولبنان العمل على المشروع".

ولفت الكاتب الى أنّ زيارات الإسرائيليين العرب الى لبنان نادرة، وكان محمد بكري الممثل والمخرج والمنتج الفلسطيني من الجليل آخر من زار بيروت في وسط الفنانين والكتاب. كما قال الكاتب: "عام 2010، زارت مجموعة من رجال الدين الدروز إلى أماكن مقدّسة في لبنان. وتغاضت إسرائيل عن الزيارات ولم تتخذ خطوات ضدهم، واكتفت باستجواب قصير عند اجتيازهم الحدود نحو الأردن، التي يدخلونها قبل المجيء الى لبنان.

أحد سكّان الجليل قال لهآرتس "إنّ الزيارات الدينية من إسرائيل الى لبنان، عبر الأردن، منظّمة بتفاصيلها الصغيرة وتمنح المشاركين وقتًا قصيرًا للزوّار، لساعتين أو ثلاثة للتسوّق في أحد المراكز في بيروت".

وقال: "أولاً على من يريد أن يزور لبنان أن يسجّل إسمه في الكنيسة، وتاليًا تُعطى الأسماء الى الشركة التي تنظّم الرحلات وتعطى لوزارة الداخلية الفلسطينية التي تصدر لهم جوازات سفر موقتة".

وأضاف: "المجموعة تسافر الى الأردن برفقة رجال دين، عبر معبر نهر الأردن، حيثُ تُختم جوازات السفر الإسرائيلية، ويبقى الإسرائيليون في عمان ليومين، تعمل خلالها السلطات الأردنية على تصديق جوازات السفر الفلسطينية والتي بواسطتها يسافرون من عمان الى بيروت، وفي مطار بيروت تُختم الجوازات الفلسطينية",

مسؤول فلسطيني قال لهآرتس "إنّ جواز السفر الفلسطيني الذي يعطى هو نوع من وثيقة سفر موقتة، ونافذة لزيارة واحدة محددة، ويعود الزوّار في طريقهم من بيروت الى عمان، قبل الإنتقال الى الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة".

وعن جدول الرحلة، تقول الصحيفة إنّ النقطة الأولى في حريصا والتي وصفتها بأنّها منطقة جبلية تبعد 26 كلم عن بيروت، وتكشفها كلّها، إضافةً الى مزار مار شربل في عنايا. ولفتت الصحيفة الى أنّ الزوار يأتون من جميع أنحاء العالم الى هذا المزار، حيثُ يتكرّر حصول العجائب. ويزور الإٍسرائيليون أيضًا بيروت، مغدوشة، زحلة، وبعض الأماكن في البقاع إضافةً الى بعلبك وجبل لبنان. ويقول المشاركون "إنها زيارة روحانيّة، الذين يذهبون الى لبنان لا يفكّرون بالسياسة، بل يصلون".

وقال أحد المشاركين في الزيارة إنّ المجموعات تتلقى برنامج الرحلة قبل السفر، إضافةً الى تعليمات واضحة، وهم ممنوعون من زيارة أي موقع بدون معرفة المنظمين.

وأعربت إحدى الزائرات عن سعادتها لزيارة مزار مارشربل: "بالنسبة لي، ما كان حلمًا أصبح حقيقة، نحن في الجليل لطالما كنّا نسمع عن العجائب التي تحصل في هذا المزار". وأضافت: "لبنان دولة مذهلة، وفيها مشاهد رائعة، وعندما تتاح لنا هكذا فرصة، كيف لا نستغلّها؟". وقالت: "بعض المسلمين يذهبون الى السعودية، وبعض اليهود الى تونس والمغرب، على الرغم من أنّ لا علاقات ديبلوماسية بين هذين البلدين وإسرائيل، لذلك لا أعتبر أنّ زياراتنا استثنائية".

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن الزوار، تكلّف الرحلة 1800 دولار للشخص الواحد، ولفت أحد الزوار الى أنّه عندما يسألونه عن لبنان يجيب، لأنّه كان في أماكن مقدّسة، ولا شيء يوجب أن يخبئ ذلك.

 

 

 

(هآرتس)