لا شك أن الوضع الراهن يُنذر بحصول أزمة سياسية جديدة، لم تتبلور إنعكاساتها بعد، لاسيما بعد زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى السعودية وما سيترتب عنها، في وقت كان قد عبر وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عبر تغريداته، وما تضمنته هذه التغريدات من تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، خصوصاً بالوصف الذي أطلقه على حزب الله والمطالبة بمحاربته.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر نيابية "أن لقاء الحريري بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والوزير السبهان، يؤكد وجود الأزمة، دون معرفة نتائجها"، متسائلةً "ما اذا كانت الرياض ستنجح في ضرب حزب الله في لبنان، أو أن الحزب سيتمكن من ردّ الهجوم السعودي عليه دون المس بالإستقرار السياسي القائم حالياً في لبنان".
وعلماً أن حزب الله لم يرد حتى الساعة حول هذه التطورات، لفتت المصادر إلى "أن احتمالات الرد تتأرجح بين أمور عدة، ومنها أن يُثير وزراء حزب الله في الحكومة هذا الأمر في جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس مطالبين رئيس الحكومة بموقف أو بتوضيحات حول زيارته الأخيرة الى السعودية".
وتُضيف المصادر "أن حزب الله سيسأل الحريري عما اذا كان قدم احتجاجاً لبنانياً على تصريحات السبهان"، معتقدةً "أنه اذا جاءت أجوبة الحريري مقنعة، فيمكن اعتبار ما حصل أزمة عابرة، أما إذا حصل عكس ذلك فان احتمال انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة أمر ممكن، وعندها يكون حزب الله استبق أي خطوات سريّة تم التفاهم عليها بين السعوديين ورئيس الحكومة للنيل منه".
وبأن جميع الأوساط اللبنانية بإنتظار ما أثمرته زيارة الحريري للرياض، أشارت المصادر إلى "أن رئيس الحكومة أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن زيارة السعودية جيّدة وهناك اتفاق على الإستقرار، وأن من يعبّر عن موقف المملكة هو ولي العهد محمد بن سلمان، وهذا يتناقض مع ما قاله السبهان من أن من يعتقد أن تغريداته هي مواقف شخصية فهو واهم".