أشارت مصادر مطلعة الى أن القيادي الأبرز في بعبدا في "التيار الوطني الحرّ"، فؤاد شهاب تقدم بكتاب إستقالته إلى القيادة الحزبية صباح اليوم.

وأشارت المصادر إلى أن شهاب يعتبر من أهم الناشطين العونيين في قضاء بعبدا ويعتبر من المرشحين المحتملين على اللائحة العونية، وهو من مؤسسي "التيار" ويشغل منصب منسق أقضية جبل لبنان.

وسألت المصادر ما إذا كانت إستقالة شهاب ستليها إستقالات أخرى في أقضية أخرى، لتعود حالة الإستقالات إلى "التيار الوطني الحرّ" بعد تراجع وتيرتها منذ إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وهذا نصّ إستقالة شهاب التي كان أرسلها صباح اليوم إلى القيادة الحزبية، وجاء فيها:

تحية وبعد،

ان القيمة الوجودية للانسان تتجسد باعتناقه مبادئ ومعتقدات يقدسها وينذر نفسه لاجلها بحيث تشكل منارة لوعيّه وهدياً لسبيله .

وأغلى هذه القيّم بعد الله هو الوطن .

الوطن الذي انفجرت لأجله حروب على ممر التاريخ وما تزال ، وسالت من اجله انهار من الدماء ولما تزل.

والمقصود بالوطن ليس مجرد بقعة أرض وتراب ولا مجموعة من الناس تعتاش عليها ، بل هو الرابط بين الجذور والعيش .

فالحروب والثورات الوطنية لم تكن يوماً الا فعل رفض للاحتلال و الاستسلام و الظلم والديكتاتورية.

من هنا دوّت كلمة القائد الرمز العماد ميشال عون عندما استصرخ ضمير العالم الحر قائلاً لهم :

" عار على العالم الحر ان يقف جنرال بلباس مرقط ليقول للنواب وللعالم ان الوجود خارج اطار

" الحرية هو شكل من أشكال الموت .

أيقظ العماد ميشال عون فينا حب الوطن والتمسك بالعيش فيه بكرامة وعنفوان ورفض أي شكل من اشكال الاحتلال او الاستبداد .

ورغم ضيق المقدرات ، وعمر الصبا الطري مقابل غطرسة الالة الحربية للمحتل وعنجهية اجهزته الامنية وظلم اقبيتها ، كنا العيّن التي قاومت المخرز وانتصرت .

شكلنا مع مجموعة من الشباب الحالم بالحرية والسيادة والاستقلال والمؤمن بالوطن " العونيين" أو "الحالة العونية " بحيث كان اندفاعنا لا حدود له لا تثنينا تهديدات ولا مداهمات ولا ترهبنا سجون ومعتقلات.

خمس عشرة سنة من النضال المرير الطيّب ، المرير بأهواله والطيب والرائع بأحلامه وغاياته الى ان عاد الوطن للوطن ورأينا ثمرة كفاحنا تتحق بعودة العماد ميشال عون وخروج المحتل .

ترسيخاً لما حلمنا به وناضلنا لأجله تداعينا الى تأسيس التيار العوني وكودرته كحزب سياسي ليكون بيت قربان قيّمنا ومقدساتنا الوطنية وروح نضالنا والمدرسة المؤتمنة على تنشئة الاجيال الصاعدة لكي تتلو عليها أجمل آيات حب الوطن والزود عنه .

وكم كانت رغبتنا جامحة بتأسيس تيار عوني مثالي يعكس على ممر الايام صورة المدينة الفاضلة المنشودة ويرفد مؤسساتنا الوطنية بالقيّم والمبادئ والاسس التي ناضلنا لأجلها .

فاذ بمصيدة فخ النظام الدخلي تتربص بنا ، واذ بالهرميات والاشكاليات القانونية المعقدة التي تضمّنها تقتل الروح على حساب الحرف المميت، واذ بالمؤسسين باتوا عبئاً غير مرغوب بهم واذ بالمبادئ والقيّم باتت جدلاً بزنطياً عقيماً .

وبين ليلة وضحاها انتقلنا من عونيين الى تياريين من قياديين ومناضلين ومقاتلين الى مجرد ارقام اما عليها الخنوع او الرحيل .

كثيراً ما تحادثنا في ليالي السجون الطويلة الرتيبة ايام الاحتلال وانتقدنا الاحزاب الاشتراكية والبعثية والثورات البولشيفية والكوبية والعربية كيف تصل هذه الاحزاب والثورات على جثث ضحايا المثل العليا ليسارع رئيس هذا الحزب او زعيم تلك الثورة الى اقصاء اقرانه ورفاق سلاحه من النخب الحزبية ، فينكل بهم او يزج بهم في غياهب السجون او على اقل تقدير يطردهم من الحزب، ليأتي بأتباع الصف العاشر من فئة مصفق او مطبل لتبوؤ المناصب في الحزب والدولة، فاذ بما سخرنا منه في الماضي نبكي منه في الحاضر .

ان العونيين لا مكان لهم بعد الآن بين التياريين .

من حلم وشارك بالثورة العونية لا مكان له ، بعد الآن ، بين مجموعة من تياريين متزلفين يمالقون من اجل مكاسب انانية رخيصة .

رغم كل هذا الوضع المهين ، حاولت كمناضل وكمؤسس من بين مؤسسي التيار العوني الصمود ومحاولة اصلاح الوضع على قاعدة " أن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام " فاذ بحرب ضروس تنهال عليّ وعلى بعض العونيين فتقدمت بعدة شكاوى ومذكرات ومراجعات حول العديد من المخالفات وحتى الجرائم اللاحقة بنا ، فاذ بهذه الشكاوى تختفي ولا يظهر لها من اثر واذ بادارات التيار واجهزته وجهابذته يرفضون الاجابة عن اية مراجعة او حتى سؤال حول هذه الشكاوى لا بل بالمقابل تنهال عليّ كتب التنبيه والانذارات وتسارع مجموعة امانة السر لاحالتي امام الهيئة الاقصائية للعونيين ويصار الى تعيين موعد جلسة عاجلة ودعوتي للاستجواب كلما رفّ لي جفن .

هل المطلوب اقصاء العونيين الحقيقيين وكل من آمن بفكر ونهج العماد عون على حساب من يتصفون بالتياريين الجدد ؟

للأسف الشديد ، ان حزب التيار الوطني الحر ، ببعض مسؤوليه وقيادييه الجدد ، فقد الهوية والبوصلة التي عرفناها وتعاهدنا عليها .

بحيث أخذوه الى مكان آخر غريب تماماً لا يشبه ولا بأي شكل كان التيار العوني الذي بنيناه من شبابنا ونضالنا وتاريخنا وايماننا .

لـــــــذلـــــــك

ومن منطلق تاريخي ونضالي كعوني ،

ومن منطلق التزامي بمبادئ ومسيرة وتوجيهات القائد الرمز الجنرال ميشال عون ،

ومن منطلق تمسكي بالقيّم والمبادئ التي ناضلت من اجلها وناضل من اجلها آلاف الشباب اللبناني المؤمن بالحرية والسيادة والاستقلال ،

ومن منطلق اعتباري ان دماء شهدائنا الابرار انما هي التي رفدت قيّمنا بالحياة والبقاء والاستمرار ،

ومن منطلق ايماننا بالحق والحقيقة وبقيّم النزاهة والمحاسبة التي نادينا بها ،

ومن منطلق ان الاحرار في الارض باقون وان المتزلفين الانتهازيين الى زوال ،

أتوجه بكتابي هذا صارخاً على العلن أحكموا بما تشاؤون ،

وعاقبوا من تشاؤون ،

واقتصوا ممن تشاؤون ،

واقصوا من تشاؤون ،

وحابوا من تشاؤون ،

فان كان للباطل جولة فللحق الف جولة وجولة.

معلنا استقالتي من حزب التيار الوطني الحر

بكل تحفظ

فؤاد شهاب