وقال الكاتب إنّ حليفَي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بوتين ورئيس أذربيجان في إيران هذا الأسبوع، وما يثير الإهتمام هو أنّ المسؤولين الإسرائيليين يلتزمون الصمت.
ولفت الى أنّ بوتين وإلهام علييف، يتشاركان بعدد من النقاط، فكلاهما زعيمان من الحقبة ما بعد السوفياتية، لدولتين غنيتين بالغاز والنفط، كما أنّهما أقامتا علاقات أمنية واقتصادية قوية مع إسرائيل، وقد دفعتهما الديناميكية الجغرافية والسياسية الى التقارب منذ أكثر من عقد.
وأوضح الكاتب أنّ إسرائيل تستورد معظم النفط من أذربيجان، وبحسب علييف فقد باعت إسرائيل أسلحة بـ5 مليارات دولار في السنوات الأخيرة الى جيشه، وتضمّنت الصفقات طائرات بدون طيّار، أنظمة رادار وصورايخ.
وكانت علاقات أذربيجان بجارتها إيران متشنّجة، بحسب الكاتب الذي أشار الى أنّ مسؤولين استخباراتيين في إسرائيل لا يزالون يطلقون على أذربيجان إسم "الباب الخلفي لإسرائيل الى إيران".
كما كشف الكاتب عن عزم نتنياهو لزيارة عاصمة أذربيجان باكو في كانون الأول القادم، حيث سيوقع سلسلة من إتفاقات التعاون الإقتصادية. ولفت الكاتب الى أنّ محاولات علييف في السنتين الأخيرتين لكسب القبول من الدول الغربية تعثرت، وذلك بسبب التقارير عن التعديات على حقوق الإنسان والظلم، فعزز بالمقابل علاقته بالكرملين والنظام الإيراني. وكانت أوّل قمة ثلاثية جمعتهم في باكو في آب 2016.
من جانبه، عمل بوتين منذ أن أتى الى السلطة في العام 2000 على تعزيز علاقات روسيا - الفقيرة تاريخيًا - مع إسرائيل، وهو يحمل الآن مفاتيح مصير "ما بعد الحرب السورية". كما أنّ الرئيس الروسي مهتم بإبقاء مصالح إسرائيل وإيران قيد التحقق.
وكان طلب نتنياهو ألا تسمح روسيا لطهران بتأسيس وجود عسكري دائم في سوريا، وألا يسمح بوتين لأي قوة موالية لإيران، بما فيها "حزب الله" أن تعمل بالقرب من حدود الجولان. إلا أنّ مصادر مقرّبة من الكرملين قالت إنّ بوتين خلال الاشهر الماضية لم يحضّر للطلب من إيران بإزالة مستشاريها العسكريين أو للحزب من سوريا، بما أنّهم العناصر الرئيسية لتأمين النظام السوري.
وبوتين مهتم بالحؤول دون تدخّل إسرائيلي في سوريا ويحضّر لضمان ألا تصبح سوريا قاعدة لشنّ هجمات منها على إسرائيل.
وأشار الكتب الى أنّ مستقبل سوريا كان القضية الرئيسية على أجندة اللقاء الذي جمع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، منذ أسبوعين.
وفيما تحضّر إيران لبناء قاعدتها الجوية ومرفئها في سوريا، وقد تلقّت وعودًا من الرئيس السوري بشار الأسد حول الأماكن التي ستبنيها فيها، ويعتقد محلّلون إستخباراتيون إيرانيون أنّ قرارًا نهائيًا يتعيّن اتخاذه في طهران لبناء القاعدات، سيكلّف الإقتصاد الإيراني المليارات.
وتسعى إسرائيل في سياستها للضغط من أجل عدم بناء قاعدة إيرانية في سوريا، وتقول الصحيفة: "لم إنفاق كلّ هذه الأموال طالما ستقصفها إسرائيل؟".
وختم الكاتب بالإشارة الى أنّ القمّة الثلاثية في طهران ستكون حول قضايا إقتصادية بشكل رئيسي، فإيران، روسيا وأذربيجان تتشارك الخط الساحلي لبحر قزوين الغني بالغاز الطبيعي. ويمكن أن يوصل الرئيسان الروسي والأذري رسالة الى طهران أنّه لمصلحة المستقبل الإقتصادي لإيران الذي سيعود عليها بأرباح، يبدو من الأفضل أن تتخلّى أو تتنازل عن بعض طموحاتها السورية، برأي الكاتب الإسرائيلي.
(هآرتس)