رفيق الحريري ، رحمه الله رئيس وزراء لبنان سابقا ، ومن أههم رجال الأعمال في العالم العربي ، له بصمة كبيرة في النهضة العمرانية بلبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية ، وقد اثار حادث اغتياله ضجة كبيرة اهتزت بها الأوساط اللبنانية بشكل خاص والعربية بشكل عام ، أدت إلى اختلاق أزمة سياسية جديدة بين الأحزاب اللبنانية ما بين معارض وموالي لرفيق الحريري . في مقالنا سنتعرف على السيرة الذاتي الخاصة بالرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ، وسنتعرف على إنجازاته وحياته السياسية وقصة اغتياله .
نشأته :
ولد رفيق بهاء الدين الحريري في صيدا جنوب لبنان في عام 1944 ، كان والده يعمل مزارعا في إحدى المزارع اللبنانية في الجنوب ، تخرج من الثانوية العامة في عام 1964 ، ثم درس المحاسبة في جامعة بيروت العربية ، وفي تلك الفترة التحق بحركة القوميين العرب التي كانت تتبع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
بداية حياته العملية :
لم يكمل رفيق الحريري دراسته الجامعية وانتقل للعيش في السعودية في عام 1965 ، وعمل هناك مدرسا للرياضيات في إحدى المدارس بجدة ، ثم عمل بعد ذلك محاسبة في شركة هندسية ، وبعد توفيره لبعض المال استطاع أن يؤسس شركة خاصة به في مجال المقاولات سنة 1969 ، وكان لها أثرا كبيرا في عمليات التوسعة الإعمارية التي شهدتها المملكة في تلك الفترة حتى أصبحت من أكبر الشركات في المملكة خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي .
قام بعد ذلك بشراء شركة اوجيه الفرنسية ودمجها مع شركته الخاصة واسماها ” سعودي اوجيه ” ، وأصبحت من أكبر شركات المقاولات في الوطن العربي ، وتوسع نطاقها ليشمل إنشاء البنوك والشركات مثل شركات التأمين وشركات النشر وشركات الصناعات الخفيفة .
بسبب سمعته الطيبة وإنجازاته العظيمة في المملكة ، تم تمنحه الجنسية السعودية في عام 1978 ، وفي بداية الثمانينات اصبح من اغنى رجال العالم وتم تصنيفه في المرتبة المئة ضمن أغنى رجال العالم أجمع .
اصبح مبعوثا شخصيا للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ال سعود في لبنان ، وكان له دورا بارزا في اتفاقية الطائف .
حياته الخاصة :
كان رفيق الحريري متزوجا من السيدة نضال بستاني وهو عراقية الأصل ، لديه منها ثلاثة أبناء هم بهاء الدين ، وحسام الدين الذي توفي في حادث سير سنة 1991 ، وسعد الدين وهو رئيس وزراء سابق . وبعد الطلاق تزوج من نازك عودة وأنجب منها ، أيمن وفهد وهند الحريري .
دخوله للمعترك السياسي :
تم تعيين رفيق الحريري رئيسا للوزراء في الحكومة اللبنانية في الفترة من 1992 إلى 1998 ، وقد استقبل غالبية الشعب اللبناني خبر تعيينه بحفاوة كبيرة مما أدى إلى انتعاش العملة اللبنانية بنسبة 15% على الأقل ، وتحسن الاقتصاد اللبناني بشكل ملحوظ وذلك بعد أن أصدر رفيق الحريري أمرا بتخفيض الضرائب على الدخل إلى 10% ، ثم اقترض مليارات الدولارات ليستعيد البنية التحتية والمرافق اللبنانية التي دمرتها الحرب ، وكانت تعرف خطته في إعادة إعمار لبنان باسم ” هورايزون 2000 ” ، وفي تلك الفترة شهدت لبنان نموا مزدهرا ، وانخفض التضخم من 131% إلى 29% ، كما استقرت أسعار صرف الليرة اللبنانية .
وفي عام 2000 إلى 2004 ، تولى ثانية رئاسة الوزارة وفي تلك الفترة شهدت لبنان الكثير من المشكلات الاقتصادية مما أدى إلى زيادة الضغط على الحكومة اللبنانية من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، فعهد رفيق الحريري أن يقوم بتخفيض البيروقراطية ، وخصصة المؤسسات العامة ، وبعد ذلك شب خلاف بينه وبين الرئيس اميل لحود بسبب التعديلات الدستورية لتمديد فترة تولي اميل لحود الرئاسة لثلاث سنوات إضافية ، فاضطر رفيق الحريري إلى تقديم استقالته من رئاسة الوزارة في عام 2004 .
بعد تقديم استقالته تم انتخابه ليكون نائبا عن مدينة بيروت في عام 1996 .
كان رفيق الحريري يدعم المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي لأراضيها بشكل كبير .
أعماله الخيرية :
من المعروف عن رفيق الحريري بأنه كان محبا للخير ومعطاءا بشكل كبير ، فقد أفنى حياته لخدمة الشعب اللبناني ، ولعل من أبرز إسهاماته الخيرية ، توفيره فرصا تعليمية لأكثر من 36 ألف لبناني للدراسة في داخل لبنان وفي الخارج ، ، وساهم في تطوير مدرسة الليسيه عبدالقادر ، والمدرسة الانجلية للبنين والبنات ، وأنشأ مدرستين في صيدا مسقط راسه ، ومدرسة في بيروت ، ومدرسة في المملكة العربية السعودية ، كما أنشأ جامعة الحريري الكندية في عام 1999 .
وكانت له مساعدات كثيرة للشعب اللبناني في مساعدتهم لتحسين الظروف المعيشية لهم ، ومن أهم إنجازاته أيضا دعمه الدائم للجمعيات الأهلية ، والتطويرات الاستثمارلية في لبنان ، وحسن الظروف المعيشية للكثير من الأشخاص الذين كانوا يطلبون المساعدة .
اغتياله :
تم اغتيال رفيق الحريري في يوم 14/2/2005 إثر انفجار ملغوم بوزن 1800 كغم ، عند مرور موكب سيارته في العاصمة بيروت ، واثار نبأ اغتياله غضب جموع الشعب اللبناني ، وحمل معظمه مسئولية الاغتيال إلى سوريا بسبب الخلاف الذي نشأ بين سوريا والحريري قبل استقالته من رئاسة الوزارة ، وقد شكلت لجنة الأمم المتحدة لجنة تحقيق بقيادة ديتليف ميليس ، للتحقيق في الحادث ، وذكر في نتائج التحقيق بأن هناك إمكانية فعلا لتورط سوريا وبعضا من أفراد الأمن اللبناني ، ومازالت التحقيقات مستمرة في ملابسات اغتيار الحريري ويتولى التحقيق حاليا في القضية ” دانيال بلمار ” .
الجوائز والتكريمات التي حصل عليها :
– وسام جوقة الشرف برتبة فارس ، عام 1981
– وسام برتبة فارس، الجمهورية الايطالية ، عام 1982
– وسام الارز الوطني برتبة كومندور ، عام 1983
– وسام سانت بيتر وسانت بول ، عام 1983
– جائزة العيد الخمسين لمنظمة غوث الاولاد ، عام 1983
– وسام الملك فيصل ، عام 1983
– ميدالية مدينة باريس ، عام 1983
– المفتاح الذهبي لمدينة بيروت ، عام 1983
– وسام الاداب والفنون برتبة فارس ، عام 1983
– وسام جوقة الشرف برتبة ضابط ، عام 1986
– دكتوراه فخرية من جامعة بوسطن ، عام 1986
– دكتوراه فخرية من جامعة نيس ، عام 1988
– دكتوراه فخرية من جامعة بيروت العربية ، عام 1994
– المفتاح الذهبي لمدينة سان باولو/البرازيل ، عام 1995
– ميدالية محرر الارجنتين الجنرال سان جوزيه سان مرتان ، عام 1995
– جائزة لويس ميشال – فرنسا ، عام 1995
– دكتوراه فخرية من جامعة جورج تاون واشنطن ، عام 1996
– وسام جوقة الشرف برتبة الصليب الاكبر ، عام 1996
– وسام الوشاح الاكبر ، عام 1996
– ميدالية جوانغ هو للهيئة الدبلوماسية – كوريا ، عام 1997
– دكتوراه فخرية من جامعة اتوا- كندا ، عام 1997
– دكتوراه فخرية من جامعة منتريال كندا ، عام 1997
– ميدالية العرش الكبرى – المغرب ، عام 1997
– ميدالية الصليب الاكبر برتبة فارس – ايطاليا ، عام 1997
– ميدالية النهضة من الفئة الاولى من المملكة الاردنية الهاشمية ، عام 2001
– الميدالية الفخرية للاتحاد العربي / اتحاد المحاربين العرب ، عام 2001
– نجمة رومانيا برتبة الصليب الاكبر ، عام 2002
– ميدالية الاتحاد – جمهورية اليمن ، عام 2002
– الدكتوراه الفخرية للآداب الانسانية الجامعة اللبنانية الاميركية ، عام 2003
– دكتوراه من معهد موسكو للعلاقات الدولية ، عام 2003
– جائزة الشرف لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية برشلونة ، عام 2004
– جائزة الملك فيصل الدولية لخدمة الاسلام والبنك الاسلامي للتنمية ، عام 2005
– جائزة تبرًّري الدولية للسلام – ايرلندا ، عام 2005