اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقابلة بمناسبة السنة الاولى على توليه الرئاسة، "لسنة خلت أَوليتموني ثقتكم لتولي مسؤولية الموقع الاول في الدولة، وقد وعدتكم بتحقيق الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، وبعد 10 اشهر من حكومة استعادة الثقة، علينا القيام بجردة حساب، وهكذا تستطيعون تقدير الوضع بأنفسكم ولا تضلّلكم الشائعات".
وقال عون، في خلال حوار مفتوح، إنّه "لا نريد حكومة من دون معارضة ولا اعلاما من دون حرية، ولكن هناك ادبيات للمعارضة كما للحرية أصول وأدبيات وأولها احترام الحقيقة، فالحقيقة هي سقف الحرية"، مشيرا إلى انّ "أي اختراق لسقف الحقيقة يزرع التشكيك ويضرب الثقة والتضامن ليحل محلهما التنافر والتباعد والتقوقع، وكلها مؤشرات لأخطار تتهدد استقرار الوطن".
عون الذي رأى أنّ "ورشة البناء ليست سهلة ابداً بعد سنوات التدمير التي تعرض لها كل شيء"، اعتبر انّها "تحتاج لكل اللبنانيين، لتضامنهم، لثقتهم بأنفسهم وبشركائهم وبوطنهم".
ولفت إلى أنّ "اليوم هو جردة حساب لمعرفة ما تم تحقيقه وما بقي ليتحقق".
وأشار إلى أنّ "الشائعات تظهر من الشارع اللبناني وهناك ناس تروج لها وأنا سلمت الوزير جبران باسيل رئاسة التيار قبل مدة من أن أصبح رئيس للجمهورية، فهو مسؤول عن سياسة التيار الوطني الحر لا عن سياسة البلاد ولديه كل الكفاءة لكي يكمل المسيرة في التيار".
واعتبر أنّ "سياسة التراضي توقفت إلا في حالة استثنائية".
أمّا في ملف الفساد، فلفت إلى أنّ "محاربة الفساد تتمّ بواسطة المؤسّسات وليس الأفراد ولم تتوفّر لدينا بعد كلّ وسائل محاربة الفساد ونعمل على تأمينها".
وعن مشكلة النفايات قال إنّ "مشكلة النفايات هي ان كل لبناني يريد وضع نفاياته عند جاره. ولكن للحكومة كامل الحق بمصادرة ارض للمصلحة العامة".
وأشار إلى أنّ "نظام المحاصصة هو أمر واقع في البلاد وعلينا أولا النزول إلى الواقع لسحبه نحو طموحاتنا"، لافتا إلى أنّها "العرف المتبع حتى اليوم في نظامنا الطائفي، ولكننا سعينا ليكون الأكفأ والأكثر جدارة هو الأوفر حظاً في المراكز والتعيينات".
وفنّد عون إنجازات العهد خلال هذه السنة قائلا إنّه "اتممنا الموازنة واقررنا التشكيلات الديبلوماسية وقانون جديد للانتخابات على اساس النسبية.اليوم بدأ العمل على مرتكزات الدولة وهناك قوانين تساعدها، وسنجري الانتخابات وفق القانون الجديد الذي يحقق التوازن بين مكونات الوطن. تقدمنا بقانون لمحاسبة الجرائم المالية لا يزال في المجلس النيابي ولم يقر والنائب غسان مخيبر قدم مشاريع ولم يقر الا مشروع واحد منها".
وعبر عن اطمئنانه للوضع الأمني وعن ارتياحه للتنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية، مؤكّدا أنّ "لا مراسلات مع الامارات في ما خص التطمينات لرفع الحظر عن السفر". وقال: "راض عن تعاون الاجهزة الامنية، واغلب الجرائم تحصل في مناطق النزوح السوري".
وعن العلاقات مع سوريا أشار إلى أنّ "العلاقات بين سوريا ولبنان لم تصل إلى مستوى وزاري ولا زالت موجودة بواسطة السفراء ولا يوجد دعوة رسمية لزيارة دمشق".
كذلك اعتبر أنّه "لم تعد لدينا القدرة على تحمّل عبء النزوح السوري، فلا احد يستطيع ان يقبل ان ثلث الشعب اللبناني نزوح ولجوء، وفي اوروبا اقل من هذا العدد لم يستطيعوا تحمله".
ورأى أنّ "الحل في الشرق الأوسط يقود إلى حل في قضية سلاح "حزب الله" وأزمة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين تحتاج الى حل جذري".
عون الذي أكّد أنّ "الدولة كانت مهترئة و"منتهية الصلاحية" عندما استلمناها بما فيها مجلس النواب"، أشار إلى أنّه "لا شك ان البناء من جديد هو أسهل بكثير من الترميم الذي نقوم به حالياً".
وشدّد على أنّ "الدولة لا تصطلح خلال 10 أشهر وهناك الكثير من المشاكل تحتاج للمعالجة ولكن لا يمكن فتح معركة الفساد قبل أن نركز أركان الدولة".
رئيس الجمهورية الذي أكّد أنّه ليس مكبل اليدين، طمأن في الملف الإقتصادي أنّه "لا خوف على القطاع المصرفي ولا على الليرة اللبنانية"، مشيرا إلى أنّ "العقوبات الاميركية لن تؤثر بشكل اضافي عن العقوبات السابقة". ولفت إلى أنّه "واثق من أنّ قطع الحساب سيقدّم خلال عام".
وأكّد أنّ "الإنتخابات النيابية ستحصل والقانون الإنتخابي لن يعدّل".
وقال عون: " أنا لا أغطي "حزب الله" بل الوحدة الوطنية ونريد العيش بسلام وهناك توازن أمني محدد ووحدة وطنية ضمن الحرية السياسية لكل فريق". وأضاف: "لا يجوز ادخال حزب الله في كل مشكلة داخلية في البلد".
وتطرّق إلى موضوع تلفزيون لبنان، قائلا إنّه "يخص الدولة ورئيس الجمهورية بالاساس، وقد اقاموا 100 "قصّة" حتى طرحوا غير اسماء".
أمّا عن موضوع السفراء فأوضح أنّ "في الفاتيكان تم رفض السفير لاسباب دينية لانه منتسب لمؤسسات لا تعترف بها الفاتيكان، وفي الكويت معروف السبب".
وفي الملف الإقليمي اعتبر أنّ "ايران موجودة ولها تاثيرها في الشرق الاوسط ويجب اخذها بعين الاعتبار، وايران موجودة ضمن حلول الشرق الاوسط ولها تاثيرها على الحلول ولولا ذلك لما كانت موجودة في كازاخستان ولا في غيرها ويجب اخذ بعين الاعتبار هذه القوة فهي قوة اقليمية لا يمكن تجاهلها ولكن لا اطماع لها في لبنان".
وأشار إلى أنّه "لا يمكن ان نكون طرفاً في الصراع العربي- العربي، فالعرب اشقاء ولا يمكننا ان نقف مع شقيق ضد آخر، ولن ندع اي شرارة تأتي من الشرق الى بيروت ولن ندع اي شرارة تخرج من بيروت الى الشرق".
وختم قائلا إنّ "على لبنان ان يرسخ استقراره ويحافظ على أمنه وان لا يدخل في لعبة اكبر منه. نريد السلام مع الجميع ضمن مبادئ الحقوق والمصالح المتبادلة".