رغبة ابن السنوات العشر في تناول "منقوشة" صباح يوم أمس الاحد، تحولت الى كابوس أحاط بعائلة "الخالدي" في عكار. فشهية "مهند" في تناول "منقوشة" صباحية، أفقدت عائلته وجميع المقربين منه لذة الحياة.

بضع دقائق كانت كفيلة باختفاء الطفل "مهند حسن الخالدي"، من سكان "العبدة"، منطقة تل الزراعة في عكار، بعد أن باءت جميع الجهود لايجاده بالفشل.

وفي التفاصيل، حسب ما يروي أحد أقرباء "مهند" لـ"ليبانون ديبايت"، ان ابن العشر سنوات طلب من والده أخذه الى احد الافران في المنطقة لشراء "منقوشة"، فما كان من والده الا ان طلب منه انتظاره قليلا، ليخرجا سويا.

راح الطفل ينتظر والده أمام منزلهم، الذي يقع على الاوتوستراد، بالقرب من "أرض مشاع"، يحيطه "سد" لري المياه"، حسب ما وصف الراوي لموقعنا، مضيفا "الا انه وبعد 10 دقائق، خرج الوالد مستعدًا لأخذ ولده الى الفرن، فلا يجد ابنه".

وتابع "للوهلة الاولى، ظن الوالد ان ابنه ذهب ليلعب مع احد اصدقائه في محيط بيته، فراح يجول المنطقة ويسأل كل من يمر أمامه عن ابنه، لكن دون جدوى". 

لم تستوعب العائلة في بادئ الأمر ما يحصل، ظنًا منها انه مجرد كابوس وستستفيق منه، الا ان الأمر بات أكثر رعبا عندما بدأ الظلام الحالك يخيم على المنطقة، وابنها لم يعد الى منزله بعد، عندها سيطر الذعر على ذوي الطفل واقربائه وبدأت عملية البحث عنه. قامت العائلة بإلاغ القوى الامنية بالأمر، التي وصلت بعد بضع ساعات الى المحلة، برفقة الكلاب البوليسية، وبدأت تجول "ارض المشاع" في المنطقة لكن دون جدوى، فلم يتبين أي أثر للطفل مهند.

واشار عم الطفل انها المرة الاولى التي يخرج فيها مهند دون احد افراد عائلته، مؤكدا لـ"ليبانون ديبايت" انه من عائلة مترابطة ومحبة، مستبعدا فكرة أن يكون مهند قد هرب عمدا من المنزل.

وبعد ساعات من البحث، أكد عم الطفل في اتصال مع "ليبانون ديبايت" أنه عُثر، ظهر اليوم، على ابن أخيه مقتولًا خنقًا في "خزان" للمياه، خلف مدرسة "تل الزراعة الرسمية المختلفة" وهي المدرسة التي كان الطفل يتابع دراسته فيها. وتعرفت القوى الامنية على القاتل من خلال كاميرات المراقبة التابعة للمدرسة. وتعمل على ملاحقته لالقاء القبض عليه.

المصدر: ياسمين بو دياب / ليبانون ديبايت