وقال الكاتب إنّه بعد أيام من القتال، سيطرت القوات العراقية بدعم إيراني على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا بعد انسحاب قوات البيشمركة، ويبدو أنّها الآن أنّها تدفع شمالاً للسيطرة على معبر فيشخابور مع سوريا، موضحًا أنّ هذا الأمر سيمنح إيران نصرًا إستراتيجيًا.
وأوضح الكاتب أنّ "هذا الإنتصار لن يكمن فقط في منع الأكراد من نقل الأشخاص والتعزيزات، ولكن في إخضاع أميركا. وبالتالي ستكون إيران قادرة على استخلاص تنازلات سياسية في المقابل".
وعدا عن نقاط التقاطع جنوبًا حيث تقاتل إيران لتأمينها، فالإنتصار الإيراني في الشمال سيبني أيضًا خطّ إمداد بين طهران وبيروت، وهذا يعني قدرة إيران على نقل وتحرّك الأشخاص والأسلحة مثل الصواريخ، بدون عوائق في المنطقة. وبالتالي سترسّخ سيطرتها في السياسة العراقية.
وبحسب الكاتب، فإن هذه المرحلة هي الأخيرة من جهد ثلاثي "روسي – إيراني – تركي" لرسم واقع سياسي جديد في العراق وسوريا، وإخضاع الأكراد، ويشدّد الكاتب على أنّ الممر الإيراني يشكّل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل الأمر الذي لن تقبل به أميركا.
ووفقًا لرأي الكاتب، يجب أن يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لوقف أي تدخّل للقوات العراقية في الهجمات نحو معبر فيشخابور، وعلى واشنطن أن تحضّر لاستخدام القوة العسكرية لتأمين عدم سقوط الحدود، بحسبه.
وهناك خيار يكمن بأن يستخدم ترامب "صداقته الكبيرة" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإخباره بأنّ الولايات المتحدة لن تتسامح لإنهاء عمل إيران، وفقًا للكاتب الذي ذكّر بأنّ ترامب تعهّد مؤخرًا بعدم غض النظر عن التواجد الإيراني في الشرق الأوسط.
معركة البوكمال أيضًا
من جانبه، قال مستشار الرئيس الاميركي إبان حملة الانتخابات الأميركية وليد فارس، إنّ هناك سباق بين الجيش السوري المدعوم من إيران، وقوات سوريا الديمقراطيّة المدعومة من الولايات المتحدة، من أجل الوصول الى منطقة البوكمال الإستراتيجيّة في سوريا، على الحدود مع العراق.
ولفت الى أنّ الجيش السوري يسعى الى السيطرة على البوكمال والإتصال بقوات الحشد الشعبي، ورأى أنّه إذا تمّ ذلك ستتمكّن إيران بسهولة من تأسيس جسر بري بين إيران ولبنان، وإذا تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على البوكمال، ستقطع سيطرة إيران على الطريق الإستراتيجي، وأوضح أنّ معركة البوكمال ستكون مهمّة للهلال بين العراق وسوريا.