افتخر النائب علي عمّار بتقبيل نعلي السيد حسن نصرالله ليدخل بعد ذلك في ملكوت الله، وأطلّ الذين تعرّضوا للسيد نصرالله بالشتم والنقد اللاذع في حيّ السلّم بعد خراب بيوتهم ومحلّاتهم في اليوم التالي ليعتذروا ويطأطأون الرؤوس والهامات لتقبيل النعال.
إقرأ أيضًا: جمال عبد الناصر ... أنور السادات ... جبران باسيل
أولاً: كراهة تقبيل اليد عند العرب والمسلمين
لطالما أنف العرب والمسلمون من عادة تقبيل الأيادي، ووردت أحاديث متفرقة ومتواترة تنهى عن تقبيل اليد، ومنها أنّه لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُقبّل يد أحدٍ من خلق الله، باستثناء ولده من رحمة وزوجه من شهوة، وذلك رغم نقل البعض عن عبدالله بن عمر: "كُنّا نُقبّلُ يد النبي (ص)"، ومن حديث سفيان قال: "قبّل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب"، ومن حديث الشعبي: "لقي النبي جعفر بن أبي طالب فالتزمهُ وقبّل بين عينيه"، وقال إياس بن دغفل: "رأيت أبا نضرة يقبّل خدّ الحسين"، وفي حديثٍ متواتر عن مُصعب قال: "رأيت رجلاً دخل على علي بن الحسين في المسجد فقبّل يده ووضعها على عينيه؛ فلم ينههُ".
وربما هذا من قبيل تعظيم قدر النبي ومهابته، ويلحقُ بذلك أهل بيته، في حين لم يذكر أحدٌ شيئاً عن تقبيل يد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وأُثر عن الخليفة هشام بن عبدالملك قوله لرجلٍ دخل عليه فقبّل يده: "اُفٍّ له،إنّ العرب ما قبّلت الأيدي إلاّ هُلوعاً، ولا فعلتهُ العجمُ إلاّ خُضوعاً"، واستأذن رجلٌ المأمون في تقبيل يده، فقال له:" إنّ قبلة اليدّ من المسلم ذلّة، ومن الذّميّ خديعة؛ ولا حاجة بك أن تذلّ، ولا بنا أن نُخدع،" واستأذن أبو دلامة الشاعر المهدي في تقبيل يده بعد أن أجزل له الخليفة جوائزه، فقال له: "أمّا هذه فدعها"، فقال أبو دلامة: "ما منعت عيالي شيئاً أيسر فقداً عليهم من هذه".
إقرأ أيضًا: بيان المبادرة الوطنية السياسي ... الشرعيات الثلاث
ثانياً: كراهة لمس النعلين فضلاً عن تقبيلهما
سعادة النائب عمار: عهد الخليفة هارون الرشيد بولديه الأمين والمأمون لمؤدّبٍ يتولى تعليمهما، فطلب المعلم مرةً من أحدهما تقريب نعليه ليلبسهما، فتسابق الولدان في تقديم النعلين للمعلّم، وبلغ ذلك الرشيد، وفي أولّ لقاءٍ بينهما، سأل الرشيد المعلم: من أعزُّ الناس؟ فقال: "أمير المؤمنين وخليفة رسول الله،" فقال الرشيد: "لا، أعزّ الناس من يتسابق ولدا أمير المؤمنين لتقديم نعليه،"، فوجم المعلم خائفاً مذعوراً، فقال: "لا عليك"، ومضى في حديثه وتوجيهاته.
علّك تتّعظ سعادة النائب ويتّعظ أمثالُك.