شغل المواطن الزرادشتي سبنتا نكنام الذي فاز في إنتخابات البلدية الأخيرة بمدينة يزد ثم حكم مجلس صيانة الدستور بإلغاء ترشيحه واقصائه من المجلس البلدي، بال الرأي العام الإيراني في هذه الأيام، وبالرغم من أن مجلس صيانة الدستور يصر على قراره التفسيري للدستور ووضع النقاط على الحروف على حد تعبير أبرز أعضائه إلا أن السياسيين بمن فيهم عدد من المحافظين لم يقتنعوا بقراره الصادم فكيف عن المجتمع؟!
إتخذ مجلس صيانة الدستور عنوان المجالس الإسلامية للبلديات ذريعة لإقصاء غير المسلمين من تلك المجالس في المدن والقرى ذات الأغلبية المسلمة كما إتخذ كلمة للإمام الخميني يقول فيها بأن عضو المجلس البلدي يجب أن يكون مسلمًا.
هذا والبرلمان الإيراني يعبر عنه الدستور بمجلس الشورى الإسلامي وفيه 5 مقاعد لغير المسلمين.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني خلال تصريحاته يوم الأمس إلى المناقشات التي دارت بين أعضاء مجلس الدستور التأسيسي قبل ما يقرب على أربعين عامًا ليستدل بأنهم ما كانوا يقصدون حكر المجالس البلدية على المسلمين بل إنهم صرحوا بأنهم يقصدون من وصف تلك المجالس بالإسلامية، الإلتزام بالقيم الإسلامية لا إنتماء جميع المنتسبين فيه إلى الإسلام.
إقرأ أيضًا: مصادر معلومات ترامب في خطابه الأخير عن إيران
وبالرغم من أن الشيخ محمد يزدي العضو البارز في مجلس صيانة الدستور إتهم المعارضين لهذا القرار بالخروج عن ثوابت النظام الإسلامي إلا أن العديد من المحافظين ومنهم رئيس مجلس الشورى ليسوا مقتنعين بهذا القرار.
الزرادشتيون أو المجوس هم سكان إيران الأصليين ولم يبق منهم إلا أقل من 200 ألفًا موزعون في محافظات يزد وكرمان والعاصمة طهران، ويخاف المحافظون المتشددون من تأثير تلك الفئة القليلة على الأغلبية المسلمة الشيعية فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ومع أن فوز مواطن غير مسلم في إنتخابات البلدية وحصوله على مقعد واحد من أصل 7 مقاعد لا يبعث على القلق عادة إلا أن تزايد ظاهرة الإرتداد إلى المسيحية والزرادشتية أطلق صفارة الإنذار لسدنة الهياكل الإسلامية الذين يحرصون على الهوية الإسلامية ويفسرون الدستور تفسيرًا إستنسابيًا بعيدًا عن الفقه الدستوري لأن هؤلاء العلماء التقليديون يعيشون فقه الذمة ولم يرتقوا إلى فقه المواطنة.
يتهم بعض العرب الإيرانيين بالمجوس، نكاية فيهم وها هي إيران التي يرفض فيها مجلس صيانة الدستور ترشيح مواطن مجوس لإنتخابات البلدية وفي نفس الوقت يتولى مواطن بريطاني مسلم شيعي من أصول باكستانية منصب عمدة العاصمة البريطانية لندن. هل تخاف الحكومة البريطانية من أن يدخل البريطانيون دين الإسلام أفواجا بوصول مواطن مسلم إلى هذا المنصب أم للدين هناك حسابات أخرى؟